لعبه العاشق بقلم يسرا مسعد
ولا أحد يهتم بهما قال بنفاذ صبر وهو يقف على باب الغرفه صارخا بهم
.. كفاية كده ياسليم رجع لسلمى لعبتها
رفض سليم العنيد الإنصياع لأمر والده واندفع صارخا پبكاء نحو سالي التي ظهرت أخيرا بنظره قائلا
.. بصي يا ماما مش دى لعبتى أنا
فاندفعت سلمى الأخرى صاړخة پبكاء
.. لا يا ماما دي بتاعتي أنا صدقيني
نزلت سالي على ركبتيها لتصبح بمقربة من أبناءها بدلا من الصړاخ بهم من الأعلى وقالت بلطف
اقترب الإثنان حتى الصقتهم بأحضانها وقالت بدفء
.. أنا بتاعتك دلوقت أنت لوحدك يا سليم ولا بتاعة سلمى كمان ضحك الإثنان سويا وقالت سلمى
.. ماما بتاعتي لوحدي
وبدأت بجذب ذراعها ففعل مثلها الصغير سليم حتى قالت سالي پبكاء طفولي
.. حاسبوا هتقطعوني أنتو مش بتحبوني
راقبها جاسر بإبتسامة صغيرة دافئة وهي تطيب بخاطر صغاره وتقربهم سويا لها ليدركوا كم هم مشتركون بكل شيء لذلك هو اختارها ووقع بحبها لدفئها وعطائها ولكن ماذا حدث لتتوقف عن العطاء لماذا بات محروما منها رغم قربها أم أنها باتت بعيدة بالفعل نظرة صامتة هذا كل ما نالته منه قبل أن ينصرف لغرفتهما متجاهلا وجودها متجاهلا الجهد الذي تبذله في سبيل إرضاءه هو وكل من ينتمي إليهم وينتمون إليه ولكم يكلفها هذا الجهد من طاقة ! طاقة باتت تستنزفها مع كل زفرة حاړقة تمر بصدرها وعيناها تتقاتلان ربما للحصول على لفتة إهتمام أو حتى مديح عساه يتجاوز الشفاه ولكن لا ليس لجاسر العظيم
.. أنا عايزه اروح أبات عند ماما كام يوم
.. براحتك
وانصرف للحمام ليغتسل هكذا دون أي إهتمام وأقسمت داخلها لو أنها جمعت قدر اللامبالاة من العالم بأجمعه لم يكن ليرقى لنصف ما قابلها به وكانت فعليا تأن لقد فقدته..
.. ابعد عنى السعادي يا أسامة
وهكذا عم طوفان مشاعرها المحترقة أرجاء المكان وقامت بظل متفجر بإغراء نحو سترتها الرمادية تشدو دفء وربما فبلوزتها الحريرية البيضاء تكشف عن الكثير والكثير كما أنها برعونة إمرأة زادت كيلوجرامين لا أكثر صارعت تنورة قديمة قابعة في خزانتها منذ عامين فقط لأنها الوحيدة المكوية فقد تأخر الصبي في إحضار ملابسها من المغسلة بالأمس فوصلت لحافة ركبتيها بصعوبة وتشبثت بقسمات ردفيها بقوة راقبها بعيون وقحة فالتفتت له زاجرة واقتربت منه وهي لا تبالي لا نظراته الملتهبة ولا لهيئتها الأنثوية الصاړخة قائلة بأمر غير قابل للنقاش
.. روح دور على أخوك واطلعو سوا على المحامى قبل ما جاسر يعرف
وهمت بإنصراف لولا أنه قبض علي ذراعها وقربها منه قائلا پغضب وأنفاس متسارعة
.. دي مش طريقة تكلمي بيها عضو مجلس إدارة يا درية
حاولت نفض ذراعها من قبضته ولكن كل مانالته حصار متمكن ولكنه خفيف الضغط وصوت متبرم هادىء
.. ممكن تقوليلي بالراحة زياد عمل إيه
رفعت عيناها نحوه بصلابة وهي تقول آمره بهمس
.. سيب دراعي يا أسامة
كان يركز بأنظاره على شفتيها بلونها الوردي الهادىء الخالى من الأصباغ وقال كاذبا وهو ينفذ أمرها
.. آسف هاه زياد عمل ايه
هندمت خصلات شعرها تحت أنظاره المترقبة وقالت بعدها بإيتسامة مريرة
.. باع شركته لداليا الزهري
هكذا ألقت القنبلة بوجهه قبل أن تتحرك بخطوات هادئة نحو المصعد وفقد هو كل تركيزه بتفاصيل درية التي كانت تغيب خلف أبواب المصعد المذهبة وأنفاس حاړقة تشتعل بصدره ليستمع بعدها لنغمة هاتفه المميزه تعلن عن إستقبال مكالمة من أخيه الأصغر الذى ما أن أجابه حتى قال
.. أسامة عاوز أقابلك ضرورى فرد قائلا بحزم
.. مستنيك في البيت
كان يجلس علي الأريكة حاملا كيسا من الماء المثلج فوق أنفه ليتوقف الڼزيف الذي أصابها جراء لكمة قبضة أخيه والتي استقرت تماما فوقها وهو يستمع لنقاشه مع محامي مجموعة الشركات عبر الهاتف وعيناه تتابع خطوات أخيه التي كانت تدور بغير انتظام في غرفة المعيشة الواسعة وقلبه يصلي برجاء أن ينبثق الحل من الهاتف وتعود