الأحد 01 ديسمبر 2024

شحص اخر

انت في الصفحة 53 من 109 صفحات

موقع أيام نيوز

و لم تتراجع هذه المرة... ضغطت على جرحه بيدها و حاولت قدر الإمكان أن لا تخطئ... بعد تدقيق الرؤية لدقائق اخيرا امسكت الړصاصة بالملقاط و اخرجتها من جسده برفق... نظر يحيى للسقف تصبب العرق من جبهته و صدره يعلو و يهبط... أحس ان روحه تسحب من جسده في تلك اللحظة بسبب ما شعر به من الألم... 
نظر لرهف بعيناه المتعبتان و قال 
نجحتي... 
ابتسمت له رهف... هذه اللحظة الصعبة مرة اخيرا... اعادت كل شيء لمكانه... فتحت كيس قطن آخر و مسحت كل الډم مكان الړصاصة و حول جرحه... ربطت جرحه بالقماش جيدا حتى لا ېنزف مجددا... و مسحت العرق من جبهته و على رقبته و فتحت زجاجة المياة و وضعت يدها تحت رأسه لتساعده في شربها... 
في حاجة تاني اعملها ! 
نفى برأسه بمعنى لا 
شكرا يا رهف... 
انا اللي مش عارفة اشكرك لانك حميتني منه ولا اتأسفلك لان كل ده حصل بسببي... 
انتي ملكيش ذنب في أي حاجة... هحميكي منه دايما... سامحيني يا رهف !! 
سكتت قليلا ولا تعرف ماذا تقول... 
أنا عارف اني غلطت في حقك... أنا آسف... سامحيني... 
مش وقته الكلام ده... المهم انت كويس  
كويس... و هبقى احسن لو سامحتيني... 
الكلام الكتير غلط عليك... 
رهف... متتهربيش مني... 
ابعدت عيناها عنه و مثلت انها تبحث عن شيء بداخل حقيبتها 
رهف... 
كنت حطاه هنا... راح فين  
يا رهف... 
معقول نسيته عند حبيبة  
رهف... بصيلي... 
ولا ممكن اكون نسيته في السوبر ماركت يلهوي !! 
رهف انا بكلمك !! 
شكله كده وقع مني في الشارع... 
ضجر من تجاهلها له... امسك يدها و شدها إليه... نظر لعيناها و قال 
بتتجاهليني ليه  
مش بتجاهلك... 
والله واضح اوي... 
جعان  
رهف فكك مني... اديني إجابة واضحة... هتسامحيني ولا لا  
لا... 
تعجب من سرعة إجابتها... 
طول الشهر اللي عدى ده... انا عانيت كتير بسببك... مع اني مكنتش استحق كده... لكن انت مسمعتنيش... مدتنيش فرصة حتى ادافع عن نفسي... بقيت في نظر كل زمايلي وحدة حرامية و اطردت عشان مديت ايدي على فلوس مش فلوسي... 
صدقيني... ساعتها انا كنت مخلبط و تايه و مش عارف انا بعمل ايه... 
اه و تقوم تفرغ عصبيتك فيا انا بعمل كل اللي عملته معاك  
عارف اني غلطت... انا رجعتلك عشان تسامحيني... اوعدك إني مش هعمل كده تاني... سامحيني و ارجعي الشركة... مكانك لسه موجود... 
مش هرجع الشركة... مش هرجع لمكان متقدرش فيه تعبي و شغلي و كمان اطعڼ فيه شرفي و اتهمت فيه بالسړقة... 
رهف انا... 
انت لسه تعبان... كفاية كلام عشان متتعبش اكتر... 
عرف انها لا تريد التحدث معه... تنهد بحزن و صمت... 
اخرجت من حقيبتها زجاجة عصير فراولة... مررتها له و قالت 
يعوض شوية من الډم اللي نزفته... اتفضل اشرب... 
مش عايز... 
مش وقت تناكة و وسوسة حوار مش بشرب مكان حد... انت تعبان و لازم تستعيد قوتك من تاني... لسه هنقول إزازتك و إزازتي  
ابتسم من طريقتها... نظر إليها ف قالت 
امسك... 
يعني لسه قايم من عملية من غير مخدر و اتألمت اوي... أكيد مش قادر اتحرك... لما اتصابت من شوية وقعت جامد عليها... ف وجعتني... 
و ايدك التانية  
زعلت لما ايدي الاولى تعبت ف تعبت هي كمان... 
والله  
اه والله... 
يحيى بطل تصرفات الاطفال دي... 
انا ملاحظ انك شيلتي الرسميات... بقيتي تقولي يحيى على طول كده... 
لأني مبقتش موظفة عندك... ف أقول اللي أقوله براحتي... هتشرب ولا لا  
بقولك ايديا الاتنين وجعني... مفروض تحسي بيا شوية... 
يعني اعمل ايه  
شربيني انتي... 
انت بتتكلم بجد  
اه بتكلم بجد... 
اشربك ليه شايفني الدادة بتاعتك  
معلش استحمليني... ده هي مرة وحدة... 
اوووف... طيب... 
فتحت الزجاجة و اقتربت منه و اشربته لها بنفسها... و هو طوال الوقت ينظر لعيناها السوداتين 
ده معمول في البيت... 
اه معمول في البيت... مستغرب ليه  
انا بستدرك بس... طعمه حلو... 
تمام... 
اغلقت الزجاجة و اخرجت من حقيبتها كرواسون محشو بالشيكولاتة... اكلت منه و هو كان ينظر لها و هي تأكل 
بقولك يا رهف  
نعم  
ما تجيبي حتة من اللي بتاكليه ده... 
مش كنت بتقرف تاكل مكان حد ... لسه ضاربة سجارتين حشېش.. اسكت لاحسن اضرك... 
ضحك يحيى من كلامها و حاول التحرك لكن تألم... لاحظت رهف و بسرعة تركت ما بيدها اقتربت منه و قالت پخوف 
فيه ايه مالك  
مفيش... بحاول اقعد كويس... 
لا خليك مرتاح كده... 
اومأ لها و هي ساعدته أن يتكأ للوراء جيدا... نظر لعيناها و هي نظرت لعينيه... وجد يحيى حتة شيكولاتة بجانب فمها... قرب يده منها و مسحها... شعرت رهف بالحرج لانه لمس وجهها... ابتعدت في الحال و عادت لتأكل... استغل يحيى انشغالها بالأكل... أكل قطعة
52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 109 صفحات