رواية عنيكى وطنى
القديم ..فتحت واغلقت فمها عدة مرات وهي تتشبث بحافة الحوض فلم يخرج سوى بعض الكلمات المتقطعة
انت ا.. انت ايه.. جيت ا ..ايه اللي جابك هنا
بكف يده اوقفها وهو يشير إليها قائلا بهدوء وصوت خفيض
وطي صوتك ..إهدي ..أنا هنا بغير حنفية الشطاف .. وانتي اللي ډخلتي ھجم تغسلي وشك على الحوض من غير ما تاخدي بالك مني وانا قاعد مقرفص تحت هنا عند القعدة .
بقولك وطي صوتك .
استجابت لمقاطعته فخرجت جملتها التاليه بهمس مع رعبها
وانت إيه اللي يجيبك حمامنا أساسا مافيش سباك هو اللي يقوم بالمهمة دي عنك
اجابها بثقة رغم همسه
في طبعا ..بس انا مقبلش حد غريب يدخل بيتكم وانا موجود والحاجات دي انا ياما عملتها بكل سهولة .
جحظت عيناها وفغرت فاهها مندهشة من هذا المتبجح ..همت لتتكلم ولكن أجفلها الصوت النسائي الصادر من قريب. فاستدارت برأسها فورا وهي تلمح خيال إمرأة وهي تتحرك من خلف الزجاج في أعلى الباب..كما يبدوا انها تبحث عن شئ ما في الخارج ..عادت اليه بنفس اللحظة تنظر بړعب قاټل ..عما قد يقال عنهم لو فتحت المرأة الباب الان ..من المؤكد سيتظن بها السوء وتتخيل بخيالها وضعا مشينا.
لعدم اثارة شك النساء الثرثارت .. ما أثار دهشتها حقا هو هذا القلق الذي رأته بعيناه ووجهه الذي كان مغلفا بصرامة وجدية لا يشوبها أي مظاهر للتسلية أو العبث.
وقفت مذعنة لأمره ولكنها أشاحت بوجهها عنه وأعطته ظهرها المتشنج وهي ترتجف خوفا كطفل صغير ينتظر العقاپ .. وهي لا تشعر به من الخلف فقد كان خوفه عليها وعلى سمعتها الطيبة أضعاف .. مشفقا على عقلها مما يدور به الان من أفكار وهواجس تعصف بها مع هذا الوضع الغريب .. بمجرد ابتعاد المرأة خرجت على الفور راكضة
من أمامه.. فتركته يتنفس براحة وتعب أيضا .
...............................
دلفت لداخل غرفتها سريعا والتى وجدتها بالصدفة خالية من المرأة التى كانت ترضع ابنها ..اغلقت الباب وصفقته بقوة وهي ترتمي على الفراش باڼهيار ..لقد كانت على وشك ان تفقد سمعتها بسببه وهي محپوسة معه فى هذه المساحة الضيقة ..ذرفت دماعاتها المتعبة بعدم احتمال..
مسحت بيدها دماعتها بسرعة خاطفة وهي تتناول الهاتف من حقيبتها لتهاتفها .. لم تنتظر كثيرا حتى فتح الاتصال ..فهتفت عليها فجر بمناجاة
وصلها الصوت القلق
انا فين ازاي يابنتي ما انتي عارفة اني موجودة في البلد ..هو إيه إللي حصل
صاحت صاړخة
لقيته فى الحمام ياسحر ..لقيته فى الحمام.
نهارك اسود ..هو إيه إللي لقيتيه في الحمام
الزفت ياسحر .. الزفت إللي احتل بيتنا وبقى حاسب نفسه من أهله .. تعالي ياسحر ..انا محتاكي دلوقتي أكتر من أي وقت .
..............................
في المساء كان حفل الخطوبة وقد تزين سطح المبنى بشكل رائع ونظمت المقاعد المستقبلة للمهنئين من اقارب وجيران ودي جي وبعض السماعات..لقد كان الحفل عائلي وصغير..العروس الجميلة كانت جالسة بجوار عريسها بركن وحدهم.. فجر والتي ارتاحت قليلا بعد جلسة الفضفضة في الهاتف مع صديقتها المحبوبة سحر .. اخرجتها قليلا من هذه الشرنقة الخانقة ..فاستطاعت الاندماج فى الحفل مع المهنئين واجواء الحفل العائلي البسيط الذي تم بناء على رغبة العروسين..او بالأصح رغبة شقيقتها العروس.. التى أرادت تقليد احدى تريندات الميديا .. ارتدت فجر فستان بلون ازرق مزين ببعض حبات الكريستال بنفس الون .. اظهر جمال قوامها ورشاقتها .. وجهها الجميل زينته ببعض المساحيق الخفيفة.. شعرها البنى الذي صفقته بعناية كان يتراقص بنعومته وكثافته بشكل سرق عيناه معها أينما ذهبت حتى لكزته والدته على ذراعه بشكل اجفله
عينك ياواض .
قال بعدم استيعاب
في حاجة ياما
تبسمت بمكر وهى تغمز بعيناها
لما انت كده هاتتجنن عليها وهاتكلها بعنيك..ساكت ليه ماتتكلم خلي الفرحة تكمل
هز برأسه يضحك بارتباك
ايه إللي بتقوليه دا بس ياام علاء
لكزته مرة أخرى
بقول اللي شايفاه ياروح امك.. فاكرني مش واخدة بالي .. دا انت عيونك ڤاضحاك .. بس البت تستاهل.. جمال وتربية.. حاجة تشرح القلب كده..يازين ماختارت ياحبيبى.. ياللا بقى عشان تنور دنيتي انت واخوك بالفجر والشروق مع بعض.
لم يستطع التماسك اكثر من ذلك فضحك من قلبه وهو يلف ذراعه على كتفها
بقيتي عفريتة يام علاء وبتعرفي تقلشي كمان .
ڼهرته هي قائلة بجدية
ماتخدنيش في دوكة وقول امين عشان اكلم والدتها ولا ابوها خلينا نتحرك..