بقلم ايمان حجازي
أمر والدها حتي نغص قلبها واجفل حلقها في بكاء أكبر لم تلبث بضع دقائق حتي تذكرت أمر الهاتف وبسرعه شديده لامست يديها جيبها لتتأكد أفقدته أم لا ولكن تلاشي ذلك القلق حينما وجدته مازال بموضعه
لم تكد تخرجه من مخرجه حتي استمعت الي مزلاج الباب وهو يفتح بهدوء التفتت بعينيها ومسحت عبراتها وهي تنظر اليه فوجدت عمار يدلف الي المنزل مره اخري
في حين تقدم عمار دون النظر إليها وجلس قبالتها علي الاريكه المجاوره للسرير مطرق التفكير في ما قصه عليه حسام متناسيا تماما تلك التي أحضرها لمنزله وكذلك حجمها الصغير الذي لم يساعده أيضا في رؤيتها
خاطئه غير مناسبه تماما في تلك اللحظه
هو انت اختك ماټت ازاي !
الټفت عمار إليها بتلقائيه عصيبه ناظرا إليها في ڠضب متذكرا أمرها والذي ضاعف الحمم ليشتعل الڠضب أكثر هو رؤيتها ممسكه بصوره أخته بين يديها نهض من مكانه سريعا خاطفا تلك الصوره أرعبها تحول فجأه الي كومه من الڼار التي ستحرقها مرددا حيث هتف بأنفعال شديد
انتفضت زينه لاشعوريا علي نبرته تلك ولكن لم تستلم أمامه فردت مدافعه عن نفسها بشجاعه ظاهريه صاړخه بوجهه
هو أنت مفكر نفسك مين هااه ولا انت شايفني ايه اصلا ! الخدامه اللي جابهالك ابوك هتتحكم فيها زي ما انت عايز انت جبتني لهنا ومش عايز تخرجني يبقي تحترمني وتعرف وتتأكد أني زيي زيك وانت مش أقل مني في حاجه ! الحق عليا اني كنت عايزه اساعدك في موضوع اختك لكن انت متستاهلش أن حد يعبرك أصلا خرجني
زفر عمار بضيق من تلك المزعوره لم يبدو وكأنه مكترثا لم تقوله حيث يشغل باله أمرا اكبر منها كثيرا ولكن ذلك لم يمنعه من تأديبها لها والزامها حدها لتعرف هي مع من تتحدث !
وقف أمامه بوجه جامد التعابير وبحركه خاطفه منه بيد واحده رفعها لتقف أمام وجهه ألمتها فعلته تلك فهي لا تمثل شيئا أمام ضخامه جسده وقوته ولكنها أظهرت عكس ذلك لتكمل شجاعتها وكأنه لم يفعل شيئا في حين نظر عمار الي عينيها مباشره حيث قربها منه بشكل كبير فلم تفصل بينهم سوي بضع سنتيمترات صغيره لفحت أنفاسه الحاره وجهها لتشعر بارتباك الشديد من شده قربهم لتلك الدرجه بينما عمار لم يدري ما الذي شعر به أمامها للمره الثالثه التي تلتقي عيناهم وكأن هناك رساله يتلقاها منها نفض ذلك الشعور من عقله ليسيطر علي انفعاله مرددا
أنا مبمدش أيدي علي واحده انتي مش فارقه معايا غير أنك كائن حي أنا انقذته من المۏت لو هتتمادي أو تفكري نفسك حاجه معنديش مانع أبدا أني اخلص عليكي بكف واحد من ايدي
ثم استدار بجسده ناحيه الباب وجرها رغما عنها من ذراعها غير مبالي بألمها ولا بقدمها التي انفتحت چروحها مره أخري وانينها المكتوم من شده الألم كالشلال لم تدري أي سبب جعلها تبكي بهذه الشده أفقدها لوالدها أم شعورها بالوحده والخۏف أم ذلك الألم الذي يفتك خلاياها وعجزها عن الحركه أم مشاعر كثيره مختلطه اجتاحت قلبها معا
ويتركه في الخطړ بعدما كان حصنه الأمن هو وظيفه أنقاذ البلد بأكلمها والدفاع عنها بروحه فماذا بتلك المسكينه الضعيفه ! رفع رأسه من بين يديه لينظر أمامه وتقع عينيه علي الډماء التي غطت الأرض اثر خطواتها فأنتفض قلبه خوفا عليها مع تلك الدقات التي أسرعت بفؤاده تذكر نظرات التحدي والعناد الذي رآها بعينيها وأنها من الممكن أن تذهب بالفعل الي منزلها مره اخري ما أن جالت تلك الفكره بخاطره حتي فز مسرعا من مكانه ليهوي قلبه من شده الخۏف حينما خيل له انها وكلاء الډم لا يجب تسميتهم إلا بهذا الاسم نسبه لما يرتكبونه من جرائم تذهب بالكثير والكثير من الشباب الوردي وټدمير المجتمعات ونهب الدول وإسقاطها
جلس تهامي أبو الدهب في مقر وكاله عالميه في امريكا يتناول كأسا من افضل انواع النبيذ بصحبته بعض الرؤساء من مختلف الديانات ومختلف البلدان والبعض منهم لا ينتمي لأي ديانه كانوا يتبادلون أطراف الحديث حول أخر عملياتهم وتأثيرها علي الدول الذين هم بصددها تحدث أحدهم ذو شارب رفيع وذقن اشبه بالقرطاس بالانجليزيه
منفذ عملياتنا الأخير تم بنجاح وتمت السيطره علي كافه الخطوط المطلوبه لوكالتنا وقريبا سنسمع اخبار نجاح الاستيلاء علي تلك البلد فقد أصبحت كومه حطام تريد من ينتشلها من ذلك الوحل الذي أوقعت به بعد اغتيال رئيسها
قهقه بعض القاده المتواجدين وهم يخبطون كؤوس المشروب بيديهم في انتصار حافل تسائل كبير الجلسه موجها نظر لتهامي يسأله
وماذا عن داعش مسيو أبو الدهب !
تبلدت نظرات تهامي اليه فوضع الكأس من يديه مجيبا جميعا يعدون قبضه يد واحده لا يجب أن ينحل أصبع واحدا منهم حيث لا يعود مره اخري بل يتم قطعه وإزالته تكاثرت الأسئله والأجوبه وكل وكيل لبلده يجوب عما احدثه ليتم القضاء عليها وتنفيذ مخطط السطوه الدوليه فتلك الأجتماعات لا تقام الا كل وقت محدد وبتدابير معينه
خليكوا فاكرين المشهد ده عشان هيفيدنا قدام شويه
بعد أنتهاء جلسه اليوم وعودته الي مقر أقامته كان لا يريد سوي الاسترخاء فقد حضر الأجتماع بنفس اليوم الذي وصل فيه الي تلك البلده ما أن وضع رأسه علي وسادته حتي انزعج بشده من ذلك الرنين المتواصل من هاتفه ما أن نظر إلي شاشته حتي وجده رفعت زمجر بضيق وهو يجيبه مضطرا علي مضض
أيوه يا رفعت أنا
مش قايلك متتصلش بيا تاني خلال الأسبوع ده !
ا
هز تهامي رأسه پغضب يجيبه
يعني ايه الكلام ده ! أنا سايب المسؤوليه كلها عليك وانت اللي هتكون في الوجهه لو حصل أي حاجه غير اللي احنا متفقين عليها مفهوم !
أتاه رده بخضوع وهو يملي عليه ما سيتم تنفيذه اتباعا لرغباته اغلق تهامي الهاتف بوجهه ووسد رأسه للخلف طالبا لقسط من الراحه كي يستعد لما اتي من أجله مغمغما ببعض الكلمات وهو يغفو
بأمتعاض
كان ناقصني ده كمان
تنفس الصعداء حينما وقعت عينه عليها قابعه علي الدرج أمام المنزل ولكن ما أن رأي تلك العبرات تنساب من مقلتيها حتي اعترته غصه مريره بما فعله معها وازادت لتشعره بالندم حينما وجدها ممسكه بقدمها التي فقدت الكثير من الډماء أسفلها تقدم ببطئ ليقف أمامها وعلي الرغم من شعوره بالندم بداخله إلي أن وجهه كان جامدا وهو يقف أمامها خالي من التعابير رفعت بعينيها إليه وهي تكفكف دموعها وتتمسك ببقايا كرامتها التي أهدرها بالداخل لم يدر عمار بما يقول أو يبرر ما فعله فمن سابع المستحيلات أن يتنازل ولو بقدر انمله ويعتذر منها ضاعت الكلمات من لسانه واختل عقله غير قادرا علي التفكير فلم يشعر بنفسه
إلا وهو يمد إليه يديها نظرت إليه زينه بتساؤل وحيره فأومأ لها برأسه كي تنهض معه وتمسك به
علي
الرغم منها لم تستطع الرفض حتي ولو لفتره مؤقته فهي لديها الكثير لأخبارها به غير ذلك شعورها بالخۏف بعدما خرجت من ذلك المنزل بعدما كانت بأمان حضرته فعلي أيه حال هي غير قادره لمجابهه تلك الذئاب التي تعوي متربصه لها أن خرجت من هنا
انصاغت ليده الممدوده وتمسكت بيديه مطبقه عليها بقوه في محاوله منها للنهوض معه ولكن ما أن وضعت قدميها علي الأرض وضغطت عليها حتي صړخت في ألم حقيقي
اااااه
نظرت إليه فوجدته يقترب منها أثر تلك الصرخه نظرت لعينيه في ألم وتمتمت بهمس أنفاسها
مش قااادره
مش عايز حركه خليني اصلح اللي انتي عملتيه
اومأت إليه زينه في هدوء وأخذت تراقبه وهو يعيد تنظيف البيت من بقعات الډماء التي سببتها قدمها واخذ يهندم بعض الاشياء المبعثره جذب انتباهها ترتيب ذلك البيت شديد النظام وكأن أحدا يعتني به يوميا ما أن انتهي بكل ما يفعله حتي عاد إليها مره اخري ممسكا ببعض المطهر والقطن وهو يردد ناظرا إليها في ضيق
انتي منظرك ده كده مينفعش هدومك كلها مش نضيفه رجلك كمان عايزه تتنضف كويس وانا مش الشغال عند جنابك هنا
خبط بكفيه في عصبيه متمتما
استغفر الله العظيم
إجابته زينه بمراره وهي تتطلع إليه
هو انت بتعاملني كده ليه لو أنا مضايقاك أوي كده رجعني بيتي وريحني وريح نفسك
مش هتمشي من هنا واهدي بقه
اطرق مفكرا لبضع لحظات حتي عاد ببصره إليها مره اخري وكأنه وجد حلا ما لم يكن يريد للجوء إليها خاصه وهو يعرف مشاعرها تجاهه ولكنه مضطرا ردد بلهجه أمره
تدخلي تاخدي شاور وتنضفي نفسك كويس من البهدله دي وانا هجيب لك حد يشوف اللي فيكي ده
اومأت له برأسها واستدارت بجسدها لتضع قدميها أرضا ولكن ما أن لامست الأرض حتي انفلتت منها صرخه مره اخري الټفت عمار إليها لاشعوريا بقلق لا يدري لما يخفق قلبه حزنا علي ألمها ! نظر اليها متفهما في ضيق يردد
المفروض اشيلك صح ! اللهم طولك يا روح !!
وقبل أن تجيبه بالاعتراض أو القبول كان اسرع منها وحملها بخفه متجها بها الي الحمام ليضعها بالمغطس الفارغ من المياه قائلا بسخريه
مش عايزاني احميكي بالمره !
ابتعدت زينه عنه پخوف قليل وخجل ترمقه بنظره غاضبه وشدت ثيابها عليها ما أن رآها عمار تنزوي علي نفسها بتلك الطريقه خوفا منه حتي انفلتت منه ضحكه ساخره وهو يتطلع إليها مرددا
علي فكره انا جايبك معايا هنا بقالك يومين وفي شقتي ! بس للأسف انتي في أمان مني أنا تحديدا
ثم رمقها بنظره جريئه لتفحص عينيه
مفاتنها ليضيف بأمتعاض وتهكم
مش شايف فيكي أي حاجه تقول انك انثي اساسا علي كده بقه انتي كام سنه يا شاطره !
شعرت زينه بالڠضب من التقليل منها واهانه الأنثي بداخلها لتضيف كقطه شرسه وهي تشير بأصبعها