الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

بقلم ايمان حجازي

انت في الصفحة 29 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز

ذلك من الممكن أن يكون وهما أو حلما ولكن ما رأته بعينيها كان ېكذب تخيلها حينما رفعت بصرها لتنظر إليه وهو في تلك الحاله الهستيريه من الضحك
نظرت إليه پصدمه شديده وعقلها غير قادر علي تحديد رده فعلها غاضبه مصدومه سعيده خائفه علقت بصرها عليه ولم تجيبه نهائيا الي إن خانتها عبراتها وشعرت برجفه شديده بجسدها وأخذت تبكي بشده وهي تضم جسدها بيديها
توقف عمار عن الضحك وسرعان ما انحني إليها مرددا 
زينه !! زينه أهدي أنا بهزر معاكي صدقيني ده كان مجرد إختبار سخيف مني وفكرتك أذكي من كده وهتفهي أنه مقلب مش أكتر
لم تجبه زينه وظلت في تلك الحاله التي سيطرت عليها من البكاء والخۏف والارتجاف معا تحدث
عمار مره أخري بقلق وخوف عليها 
زينه خلاص مش مستاهله كل ده مفيش حاجه حصلت أنتي بخير والدنيا أمان
ما أن مد عمار يديه إليها ليربت علي كتفها حتي نفضتها زينه في ڠضب وثوره عارمه قائله 
أبعد عني ! إنت بتلعب بأعصابي إنت إتجننت !
عمار پغضب مكتوم 
متعليش صوتك يا زينه بدل ما اخرسهولك
إنت كمان ليك عيييييييين !!!!!
إيوه ليا عين متوقعتكيش خفيفه كده ! لا وغبيه كمان احنا اتفقنا إن الخبطه دي هتبقي بيننا اه بس لما تكوني مثلا إنتي اللي بره مش لما أكون أنا اللي بره يعني بالعقل كده لما أكون أنا اللي بره هخبط ي كده إنك بتبلغيني إنك في خطړ وتقوليلي أخد أحتياطاتي توقعتك فهمتي كده لكن ما شاء الله الغباء عندك علي نفسي أبقي كده دا أنا واحده كان أقصي طموحها إنها تركب عربيه مع حد بتحبه وشعرها يطير في الهوا وهما مشغلين الاغنيه اللي بيحبوها إيه اللي دخلني في الليله دي كلها !!!
بينما كاد أن يرد عليها أيضا ولكنه أستوقف علي أخر ما نطقت به لترتسم إبتسامه خفيفه علي شفتيه ناظرا إليها ولبسطاتها تلك للحظه شعر بالندم والشفقه علي حالها وأنه لم يكن ليرعبها هكذا لطالما أحب مشاكستها والعناد معها وذلك ما دفعه لفعل هذا معها لم يطل الحديث أكثر من ذلك في تلك النقطه 
حصل خير انا بس حبيت اختبرك مش أكتر لكن متوقعتش إن كل ده هيحصل
طيب
لم يمهلها عمار في تلك الحاله حتي أمسك بيديها علي الرغم منها وسحبها خلفه حتي وصل إلي خزانه إختار منها يكاد يكون أصغر الأنواع الموجود بالخزانه ولكنه كافيا لإرعابها مد عمار يده أليها قائلا 
إمسكي !!
رجعت زينه للخلف وهي تطلق صرخه بسيطه
عااااااااا يا أمااا إيه ده 
هو إيه اللي إيه ده طبعا أمال إيه يعني 
إيه ده بجد ده تصدق مكنتش أعرف أهلا أستاذ إيه اخبارك أنا زينه أعمل بييييه إييييه ده !!!
وضع عمار علي رأسها وملامح وجهه توحي بالڠضب مما أرعب زينه 
لو صوتك علي قدامي تاني هفجر
ده في دماغك مفهوم !
أبتلعت زينه ريقها في خوف 
مفهوم
وتبطلي خوف مفهوم 
مفهوم
وتجمدي قلبك شويه
مفهوم
عملتي أكل ولا حاجه النهارده 
مفهوم
زيييييييينه !!!!!
مفهوم
هزها عمار في خفه وهو يبعد عنها 
بت إنتي علقتي ولا إيه 
مفهوم
شد عمار أجزاء وهو يصوبه عليها مره أخري في نفاذ صبر 
لا ده إنتي شكلك بتستعبطي بقه !!
عااااااااا إنت عايز إيه دلوقتي !!
إمسكي واللي هقولك عليه تعمليه ده مبيخوفش طالما هو معاكي إنتي كده مركز قوه تمام أمسكي يلاااا
تناولت زينه
تفتحي عين وتغمضي التانيه وتركزي علي الهدف وبعد كده 
شعر بعدم استجابتها فلمحها بطرف عينيه ليجدها معلقه بصرها عليه استدار بوجهه لينظر إليها ويدرك أنها بأكملها داخله وقريبه منه بتلك الدرجه
نظر لعينيها أيضا بهيام وتيه وردد وخرج صوته هامسا 
أنا عايزك أقوي من كده عايزك تعرفي تدافعي عن نفسك انا رجعت عشان خفت عليكي أرجوكي متخلنيش أوصل للأحساس ده من الخۏف ! أنا

عمري ما خفت علي فقدان حد بس النهارده أنا خفت يا زينه 
هزت زينه رأسها بإيماء وقلبها يكاد يطير من شده السعاده التي غمرته ودب بقلبها الحماس فجأه بعدما تناولت منه دون خوف يذكر كلماته زادتها من كل المشاعر أضعافها 
أبتسم لها عمار وابتعد عنها قليلا وأخذ يشرح لها بحرفيه شديده كيفيه التصويب بذلك واكتشف إنها 
قالتها زينه وهي تمسح حبات العرق من جبينها في إبتسامه واسعه ليبادلها عمار الضحك 
برافو عليكي يا زينه عجبتيني 
رددت زينه في حماس 
انا عايزه اتعلم كل حاجه وكل 
واحده واحده ومع الوقت هدربك مينفعش كله مره واحده كده نظر لثيابها التي لفتت أنتباهه زينه هو إنتي لابسه هدومي ليه 
شعرت زينه بتوتر شديد وحاولت التلفت يمينا ويسارا ثم أسرعت تردد 
هو إنت رجعت بدري ليه وازاي 
دلف باب الشقه بهدوء ليصل الي أذانه صوت صړاخ أنثوي ليؤكد له ما اعتقده قبل مجيئه الي هنا
فتح باب إحدي الغرف ليجد أخيه متلذذا بتلك الفريسه التي أمامه ليشبع بها رغبته المريضه وقف تهامي أمامه وقرأ تعابير وجهه الغاضبه التي ټدفن أسفلها غل وغيظ وقهر دفين ربع تهامي ذراعيه ناظرا إليه 
يعني كنت ھتموت من شويه وجربت إحساس المۏت وجاي برضه ټعذب اللي قدامك طب علي الأقل ريح جسمك شويه !
لم يجيبه عزت وظل علي حالته تلك يعذب تلك الفتاه التي أمامه ليخرج تلك الشحنات الغاضبه التي اكبر علي تلك الفتاه أسرع تهامي يمسك بيديه صارخا پغضب
ما تبطل بقي القرف ده يا أخي هتعقل إمته وتتحمل المسؤليه وتفهم شغلك وانت بتعمل ايه وعشان إيه ! لحد إمته هتفضل كده !
نفض عزت السوط من يديه لينظر الي تهامي پغضب وكراهيه لأول مره تتولد بداخله تجاه أخيه 
خاااايف علياااا !!! أنت عمرك ما خفت عليا ولا حسيت بيا أصلا ! أنت مبيفرقش معاك غير نفسك وبس شغلك وإسمك ومركزك وبس لكن أنا عندك ولا حاجه !! علي طول شايفني العيل الصغير المتدلع اللي بيه واللي عليه وكنت بعديها واقول اخويا الكبير لكن هو بيحبك ولو خيروه بينك وبين الدنيا كلها هيختارك إنت لكن النهارده لأول مره لأول مره يا تهامي أحس إني ولا
حاجه عندك وإنك مبتحبنيش ومبتحبش غير نفسك وبس وإن لو خيروك ما بين مصالحك ومركزك وما بين أي حاجه تانيه في الدنيا بما فيهم أنا مش
هتختار غير نفسك النهارده لأول مره حسيت إني معرفكش
شعر تهامي بحنق وضيق يجتاحان صدره فأمسك بذراعي أخيه بيديه 
لو الدنيا كلها في كفه وإنت أو أختك في كفه خليك واثق إني مش هتردد في إختيارك لكن الفرق بيني وبينك إني بحسبها الأول بدماغي في حاجه أسمها أولويات يا عزت وازاي تشغل دماغك وإيه الحاجات اللي تقدر تستغني عنها عشان توصل حتي لو هتيجي علي نفسك بس تشوف المكسب في الاخر هقولهالك تاني لو الدنيا كلها في كفه وإنت في كفه هختارك يا عزت عشان انت اخويا حته مني انا اللي مربيك وعارفك بجهزك عشان تاخد مكاني وتبقي زيي ساعات بقسي عليك بس ده عشان مصلحتك هختارك يا عزت بس لما يكون ده أخر أختيار لأني مش هضحي بيك نفسي تفهم وتعقل وتعرف أنا بفكر إزاي وبعمل كده ليه !!
نفض عزت ذراعيه ونطق بسخرية تؤلمه
تختارني إزاي وانت في أبسط حاجه دست عليا وعلي كرامتي وعلي رجولتي وحطيت فوقي اللي داسني وركبته وخليته يدلدل رجليه ويطلعلي لسانه إنت سامع نفسك بتقول إيه !!!
تهامي بنفاذ صبر ومهاوده
أديك قلتها يا غبي !!!!! أبسط حاجه عشان دي أبسط
حاجه مش دي الحاجه الكبيره اللي تحط نفسك مقارنه بيها المفروض انت من الاول شفت عيل زي ده بقوته وشخصيته وجبروته دول كنت تفكر وتحاول بكل الطرق تضمه لينا عشان إحنا محتاجين للي زيه بعد مۏت أكرم مش تحاربه وتاخدها مسأله كرامه ! إنت لو كنت عملت كده من الاول كنت هتعلي في نظره وهتفضل إنت الكبير عليه من غير ما يقرب لك حتي لو رفض إنه ينضم ليك المفروض يكون ليك خبره في التعامل مع اللي قدامك وتعرف ډخله كل واحد لكن إنت اللي خدتالموضوع علي صدرك أوي وده غلط
براااافو عليك
إنت جاي ليه يا تهامي ! مش خلاص ضميته لرجالتك وبقي دراعك اليمين ! عايز إيه دلوقت من الغبي الفاشل اللي قدامك ده 
للأسف الغبي الفاشل ده أخويا ومش هقدر أستغني عنه ولا حد ينفع يبقي دراعي اليمين غيره
وأنا عند موقفي لو عايزني زي ما بتقول يبقي تطرد الولد ده وتعلمه الأدب أو تكتفهولي وتجيبه تحت رجلي ووقتها أرجع معاك
ده أخر كلام عندك !
ومعنديش غيره
يبقي أسف يا عزت باشا بس ياريت متضطرنيش إني أختار بينه وبينك في أي حاجه الفتره الجايه دي عشان اختياري هيصدمك كمل اللي كنت بتعمله اهي دي الحاجه الوحيده اللي ناجح فيها وبمهاره
خرج تهامي من ذلك المكان ليترك عزت في ثوره من الڠضب الشديد وتنمو بداخله بذور الاڼتقام من ذلك الشخص وكذلك الكراهيه لأخيه أختار أخيه نفسه فليفكر هو أيضا في نفسه فقط لأول مره يبتعد عن أخيه ويتولد ذلك النوع من المشاحنات بينهم والتي لا يدري أحد متي ستنتهي أو ما هي عواقبها 
مش عارفه ليه مش مصدقه أو حاسه أن تهامي ده مش سهل للدرجه دي عشان لمجرد إنك تطلب منه تمشي يمشيك عادي كده !
قالتها زينه في حيره وقلق مبهم بعدما قص عليها عمار ما حدث منذ لقائله الأول مع عزت الي اللحظه التي ترك فيها تهامي وعاد إليها 
مش حكايه سهل يا زينه لكن هو ذكي علي عكس عزت التلقائي الغبي اللي ممكن يضيع كل حاجه بتهوره وعصبيته تهامي ده زي الحيه بيتحول لمېت شكل دلوقت مقدرش أقولك إنه مثلا
مأمن لي لا ده ممكن يدور ورايا ويجيب أولي من أخري ويحطني تحت أختبار واتنين وتلاته عشان يضمن ولائي لكن هو بيحسبها صح والصح دلوقت 
إنتي خفتي عليا ولا إيه !
طبعا خفت عليك أنا مليش غيرك 
أغلقت زينه فمها في خجل بعدما أردفت بتلك الكلمات فأبتسم لها عمار وضغط علي يديها برفق وغمز لها 
مټخافيش انا جاوبتك أهوه قوليلي بقه إنتي لابسه هدومي ليه !
توترت زينه أكثر وأخذ قلبها يعصف بخفقاته مره أخري فحاولت تحوير الكلمات
يعني إنت دلوقت هتمشي بكره بالليل برضه !
فهم عمار تلميحاتها ومقصدها من تغيير دفه الحوار فضحك بصوت مسموع واجابها 
أه همشي بكره بالليل عشان العمليه اللي هروحها معاه لكن زي ما قلت لك حته إني أفضل معاه علي طول واسيبك دي مش هتحصل أنا فهمته إني لازم أرجع بيتي وهبقي معاه في العمليات المهمه أو السفر وكده وهو طبعا اضطر يوافق 
أبتسمت زينه في إرتياح 
كويس الحمدلله
رمق عمار عينيها الضاحكه في تنهد ثم جالت بخاطره فكره أمسك بيديها فجأه ونهض مرددا 
قومي يلا
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 77 صفحات