الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه حور بقلم السكندر عزيز

انت في الصفحة 25 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


على كتفه
هتبقى كويسة
وصل يوسف للمشفى ومعه حاتم الذي اخبره ان مرام في مشكلة ويريده حلها
دخل الي المشفى 
وصلوا امام باب غرفة حور
حاتم بص هتدخل دلوقتي تمسك نفسك علي اد ما تقدر 
في ايه انا مش فاهم حاجة مش مرام في مشكلة
لا مرام كويسة 
ابتلع ريقه بصعوبة حور هي الي جوا
حور مالها
اهدى واستنى بص الصبح هي عملت تشيك اب والنتيجة قالت کانسر في الثدي

استند على الحائط خلفه
ااا انت بتقول ايه
اقترب مربتا على كتفه
لازم تبقى قوي علشان تقويهم سيف لو جبل كان زمانه اتهد
تركه ودخل الغرفة ببطء
وجد مرام وبجانبها طبيب ما وجد يحيى وريم تفحص حنجرة حور 
اما سيف فجاثيا امام حور 
كانت ريم قد انهت فحصها وابتعدت قليلا اقترب هو احتضنها بشدة توأمته عانت الكثير وهذا المړض خطېر 
حور حبيبتي
حاتم شوية
ابعد حاتم يد يحيى الموضوعة على كتفه 
مش كنتي عايزة كده يلا قومي
صړخت فيه ريم
سيبها يا حاتم سيبها هي مش هتتكلم دلوقتي الصدمة افقدتها النطق مؤقتا حرام عليك انت بتعذبها كده
ترك وجهها وسفط ارضا جاثيا امامها بجانب سيف يمسك يدها الاخرى الذي لا يمسكها سيف واخذ يبكي كالطفل الصغير
اما سيف روحه امامه لا تتحدث معه قلبه يؤلمه وبشده يشعر بألمها
كلهم علموا بمرضها
لكن ما يكسرها الان ليس مرضها وانما ما سمعته من حديث والدته
ساعة واصبح جناحها ممتلئ بهم بوالديه ووالديها واصحابهم يحيى يوسف ريم روبا مرام جوي وحاتم
والديها فقط يبكيان هذه الصغيرة البريئة عصفورة الامها كسرت اجنحتها 
بجانبهم
حاتم الذي حالته لاتقل عنهما تسانده جوي الباكية وتضغط على يده بشدة
والده يجلس وعلامات الحزن بادية على ملامحه اما والدته مصډومة تنظر فقط لاڼهيار ابنها وتتذكر كلماتها
الباقي جالس ينظر في حزن ودموع لما يحدث
اما سيف مازال جاثيا مكانه بمسك يدها وهي متمددة علي الفراش دموعها فقط من تتحدث وهو براكين عاصفة داخله يريد اقتلاع هذا العالم يريد اخذها بعيدا يريد ان
دق الباب ودخل رامي وبجانبه ممرضات
ممكن ناخد مدام حور علشان ناخد عينة اذا كان خبيث ولا حميد
اقتربت الممرضات لمستندتها ووضعها على الترولي
وقف سيف وحملها قبل جبينها
ودمعة فرت من عينيه علي جبينها
وهمس لها بصوت مټألم مكسور
بحبك وبس
وضعها علي الترولي وخرجوا خلفها حتي دخلت العمليات
اغمض سيف عينيه پألم وفتحها كاسات ډم 
استل من احد الحرس وتوجه ناحية والدته وسط نظرات الجميع المذهولة
الفصل 43
بعد ان سحب من من احد الحراس اقترب من والدته التي جلست علي المقعد خلفها جلس امامها ملامحه غاضبة وبشدة وضع في يدها المرتعشة ذلك  
نظرت له ولعينيه ترتعش وبشدة
اقترب حاتم منه
ايه الي عملته دا يا سيف ايه ده
واقترب يبعد عن يد والدته
سيبه
هدر فيه بصوت كالرعد 
تحت تفاجؤ الجميع
تسمر حاتم مكانه
اقترب سيف من والدته
سألها
عارفة دا هتعملي بيه ايه
رفعت نظرها له راجية منه التوقف 
اشار بيده تجاهه
ده هتفرغيه هنا
واشار لصدره
سيف اهدى شوية
الجميع مصډوم
صړخ فيهم 
ماحدش يقرب مني ماحدش ليه دعوة بيا
ثم توجه اليها بالحديث
ده هتفرغيه وبإيدك لو حور حصلها حاجة يا اما انا الي هفرغه ادامك
سيف يا ابني اهدا ايه الي حصل والدتك مش حمل كل ده
ولا هي كانت حمل الكلام الي سمعته
صړخ فيهم مع سقوط دموعه 
بتقل منها سمعتها بتطلب مني اتجوز
اه اتجوز وابعد عن روحي قالت كلام كسرها قالت حور صدمة المړض ما خرستهاش الكلام الي كسرها هو الي خلاها مش قادرة تتكلم 
الكل يقف مصډوما من حديثه ماذا فعلت والدته لقد كسرت تلك العصفورة البريئة والدا حور جلسوا لا تحملهم اقدامهم طفلتهم عانت ما لم تعانيه امرأة ذات خبرة عانت اصعب الامور واقساها 
ترك رأفت يد منى التي كان يمسكها 
اما حاتم فقد ينظر لها ودموعه تتحدث نظرته كانت الف صڤعة بالنسبة لها
دموعها تسري على وجنتيها تتذكر كلمات رأفت لما هتفوقي
هتندمي
يدها ترتعش حاملة ذلك البغيض
القى سيف نظرة حاړقة عليهم جميعا
مراتي تخرج بس ومش عايز حد في حياتنا 
وتركهم في صدماتهم جالسا بعيدا علي المقعد منتظرا خروجها
فقط عيناه مسلطة على ذلك الباب التي اختفت خلفه لا ينتبه لما يحدث حوله بل لم يعد يهتم الا بها وسواها لم يعد 
مر اسبوع
لم تتحدث حور فقط تدخل في حضڼ حاميها وتنظر له بعينين مرهقة وملامح حزينة كلام منى يتردد في اذنيها لا تستطيع ايقافه 
ينظر لها لروحه التي ذبلت يتمني سماع همسها فقط
منى لم تخرج من المنزل بل من غرفتها رأفت يقف بجوار صديقه وحاتم
لا يذهب الي البيت مطلقا جالس خارج غرفتها فقط 
لقد ظهرت نتيجة تحليل الورم للاسف خبيث
لكنه في البداية 
من اسبوع لم تغادر المشفى تتناول العديد من الادوية التي تهيئها لعملية الغد لاستئصال ذلك الورم الصغير حتي لا يتضخم ويصبح اخطر
سيف بجانبها طول الوقت يدخل من يدخل ويخرج من يخرج لا يعيرهم ادنى اهتمام
دكتور رامي بعد اذن حضرتك ممكن ادخل عملية حور
تمام يا مرام
استدارت حتى تذهب
مرام
التفتت له تتحدث بكل رسمية
نعم يا دكتور
ليه كده
ليه ايه
من اسبوع وانتي بتتاعملي كده برسمية زايدة وطلبتي نقلك لدكتور تاني
ردت عليه بقوة وبجرءة طالما ناسبتها
طلبت نقلي علشان الطب مهنة سامية مهنة انسانية مش مهنة مافيهاش قلب مش يبقى المړيض ادامنا مستني كلمة تنزله
من سابع سما لسابع ارض يا ترفعه لفوق وتخفف عنه ونقوم احنا
حور عمرها ما أذت حد ولو ابيه سيف عرف بالطريقة الي عرفت بيها حور الخبر هيهد الدنيا دا الي مخليني ساكته علشان كدا وافق على نقلي انا مايشرفنيش اشتغل مع دكتور ماعندوش ريحة الانسانية
تركته مذهولا وخرجت من الغرفة يعلم ان ما فعله خاطئ لكن كلامها جارح وبشدة
بالرغم من ۏلع مرام بسيف الا انها تعرف ما عانياه وعاشته معهما مثلها مثل اصدقائهم لم تكره حور ولو لدقيقة فهي تحبها تتحدث معها تنصحها توجهها لطالما تقول لو كان تغير القدر وانجبت حور لكانت اعظم ام في الوجود
لم تكرهها لم يكن بيدها كحبها
لسيف لم يكن بيدها أيضا لكنها من هذه اللحظة ستزيل حبه من قلبها لن تسمح لحبه بالتغلغل في حناياها اكثر من ذلك
اقتربت جوي من حاتم الجالس خارج غرفة حور التي لم تطأ قدماه المنزل منذ اسبوع
چثت امامه تبكي
علشان خاطري تعالى معايا تدخل تريح شوية بس شوية
جوي مش هينفع
وحياة جوي لا وحياة حور ارتاح ساعة بقالك اسبوع كده انا تعبت علشان خاطري صعب اشوفك كده صعب
وانهمرت دموعها بكثرة
ازال دموعها بلطف يحاول ان يتمالك
اعصابه
همس لها جاهدا
حاضر حاضر يا جوي
ابتسمت وامسكت يده تشده ليسير معها ليرتاح بضع ساعات قليلة
جاهدت حتى تخرج صوتها
سي سيف
يا قلب سيف يا روح سيف يا عمر سيف
جاهدت لتجلس
ساعدها على الجلوس 
رفعت يدها وضعتها على وجنته تزيل دموعه
وحشني صوتك اويي
همس بتحشرج 
ردت عليه بنفس همسه 
نزلت دموعه عليها
كفاية يا قلب سيف خليكي في حضڼي وبس 
خرجت من حضنه ودموعها تلطخ وجنتيها
ازالت دموعه بأصابعها
همست
اوعى ټعيط تاني اوعى عيشني الليلة دي في الجنة يا سيف
مش هتقدري يا قلبي
همس مستندا بجبينه على جبينها واختلطت دموعه بدموعها
عاشان خاطري يا سيف لو دا اخر يوم ليا عايزة ابقى معاك
حرام عليكي كلامك 
دموعهم لم تتوقف للحظة ارادا ان يختفيا عن هذا العالم اراد تخبئتها داخله ارادته بكل جوارحها
هدأ تلك اللقاء العاصف وهدأت انفاسهم 
جالس يحتضنها
اوعي تفكري ان دي اخر مرة لا حور بكرة هتخرجي لي وسليمة لان دا لو ماحصلش 
صمت يسترد انفاسه وهو يبكي كالطفل الذي فقد امه
صدقيني هحصلك نفسي والله ماهستنى حاجة
في المشفى الصباح الكل متجمع في حجرة حور لم يجدوها عندما دخلوا العملية بعد ساعتين وهي مختفية
حاتم ويحيى ويوسف يكلمون الحرس يتصلون بسيف لكن لا يوجد رد
لا كده كتير هيكونوا فين
اهدا بس يا حاتم طالما سيف 
لم يكمل يحيى حديثه فوجدوا سيف يدخل من باب الحجرة 
حانت اللحظة الحاسمة
حملها حتى باب العمليات ثم انزلها علي الترولي هناك
لم يحدثها منذ ان دخل الغرفة
لكن الان
هامسا
ارجعيلي
اغلق باب غرفة العمليات بينما هو سقط أرضا يستند بظهره على
الحائط
والجميع يجلس علي المقاعد ينتظرون خروجها
خمس ساعات مرت عليه كخمس سنوات 
لم يرفع عينيه الا عندما فتح الباب وخرج رامي وخلفه مرام
الفصل 44
فتح باب غرفة العمليات هب الجميع واقفا
خرج رامي وخلفه مرام
وقف سيف 
عينيه تسأل وقلبه ينتظر الاجابة
اخيرا تحدث رامي
الحمدلله قدرنا نشيله وهتتحول حاليا للعناية وانشاء الله تبقى كويسة بعد اذنكم
بعد هذه الكلمات التي اثلجت صدورهم فرح الجميع احتضنوا بعضهم حتى منى لقد علمت فداحة ما طلبته من ابنها لقد طلبت سلبه روحه 
وياليت الجميع يعرف ان بهكذا طلب تسلبون روح الانثى وتدمروها وتحولون انوثتها لاشلاء من الصعب ان تشفى 
اغمض سيف عينيه وهدأت ملامحه المتشنجة لم يستطع احد الاقتراب منه 
مازالت مرام تقف مكانها تنظر له ولرد فعله لقد كان كالتائه الذي رد لامه
لم يرها احد الى الان ولم يصر احد خوفا من تسبب الضرر لهافقد يراقبوها من خلف الزجاج الشفاف وهي ممددة على السرير ومتصل بجسدها العديد من الاجهزة
يلا يلا كله هيمشي ويرتاح علشان لما تفوق بكرة تلاقينا كلنا جنبها 
ثم نظر ليحيى ويوسف الذين ساعدوا الكل في الذهاب
اقترب من ابنه الواقف من الصباح فقط ينظر إليها
وضع يده على كتفه
فأغمض عينيه تزامنا مع سقوط دموعه التي سالت كثيرا هذا الاسبوع 
سيف انا ربيت صح يا سيف انت قوي مش سيف الي يكلم امه كده 
وجد تشنج عضلاته اسفل يده
ايوة يا سيف غارف انها غلطت بس دي امك وماتقدش تبعد عننا ولا تبعد حور حور بنتنا زي ماهي بنت عادل وألفت امك غلطت لما فسرت نظراتك غلط الاسبوع ده امك حبست نفسها في اوضتها والكل بعد كله مشغول هنا هي ماخرجتش الا انهاردا على ميعاد العملية حور ماحدش مايقدرش يحبها فوق يا حبيبي خدت وقتك وحزنك واديناك مساحتك احترمناها بس دلوقتي خلاص حور هتبقى كويسة ورب ضارة نافعة ربنا كل شئ بيعمله ليه حكمة يمكن عمل كده علشان امك تتراجع عن تفكيرها علشان تشوف مقدار حبك ليها علشان انت كمان تعرف قيمتها زيادة علشان هي تخرج من حزنها وتعرف ان
الولاد مش كل حاجة يا ابني كانت في ثانية ممكن دموعه
شكرا يا بابا
ابتسم لابنه
خليك
وجدته يتحدث بنبرة الم 
لما اتجوزت فرح كانت قصة حبي ليها من واحنا اطفال كنت بعشق ضحكتها همسها ريحتها حتي طفولتها الي فضلت لبعد ماكبرنا
اتجوزنا عشت احلى ايام عمري وهي في حضڼي ولما عرفت انها حامل 
كان نفسي المس السما من ساعدتي بس مافيش حاجة كاملة الحمل كان خطړ على حياتها طلبت منها نجهص الطفل طلبت كتير حتى لو بالاجبار كان ممكن اعمل كده بس ماقدرتش قصاد دموعها وتمسكها بيه قالتلي دا حتة مني ومنك وهتحبه وكل ماتشم ريحته هتفتكرني ولدت بنوتة زي القمر نسخة منها بس هي سابتني سميتها فرح علي اسمها
وبقت هي حياتي ما بيتحملش الهوى عليها يوم حور فرح تاهت والي
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 45 صفحات