خيوط العنكبوت لفاطمة الألفي
دون أن يشعر بها أحد وعندما دلفت لداخل الغرفة واغلقتها خلفها تفاجئت بإستيقاظ زوجها
استمعت لصوته الرخيم هتف بتسأل
كنتي فين في الوقت ده وايه إللي أنتي لابساه
جف حلقها بتوتر ولم تقدر على التفوه بكلمة
عاد يتسأل بنبرة أكثر غلظة
كنتي فين وراجعه تتسحبي يا مدام
اقتربت منه تتصنع الهدوء وداخلها حمم بركانيه اثر ما فعله سليم بها ثم
نزعت البورنص والقت به أرضا ليرا المايوه المبتل على ج سدها ابتلع ريقه
بتوتر فقد حركت مشاعره الخامدة وهذا ما جعلها تقترب منه وهي ترسم
على وجهها أبتسامة مصطنعة ثم جلست بجانبه أعلى الفراش ونظرت
بردانه ومحتاجه يدفيني
هتف بجمود
وايه ينزلك البسين في وقت زي ده
كنت مضايقة عشان أنت لسه زعلان مني بليز ممكن تسامحني
لانت ملامح وجهه ونظر لها بحب
زعلان منك عشان بحبك ومش قادر أنسى كلامك
ولكن عقله رفض أن تسيطر عليه وتنسج خيوطها حوله أبتعد عنها وقال
وهو يتطلع لعيناها
بتحبيني وعاوزة تكملي معايا
هزت راسها بالايجاب
استرسل حديثه قائلا
يبق مافيش تأجيل تاني للاطفال أنا عاوز اكون أب هنفضل مأجلين لحد أمته
جحظت عيناها پصدمة وشعرت بالتوتر ولم تعرف كيف ستخبره بأنها لا
وأنها لم ترغب في إنجاب أطفال يحملون نفس مرضه الذي لازال لم يتعافى
منه أحد.
علم أسر أجابتها دون أن تهمس بكلمة فقد أتاه الرد من نظرات عينيها وتجمد ج سدها علم بأنها النهاية فتلك الزيجة لن تستمر.
وضع كرامته قبل قلبه.
أعطاها ظهره وقال بصوت حزين
اجابتك وصلتني مش محتاج اسمعها ثم دثر نفسه بالغطاء واردف قائلا
لازم أنام عندي سفر بكرة وأنتي كمان جهزي شنطتك عشان تفضلي عند
جدك لحد لم ارجع من السفر ونشوف هنعمل ايه.
لم يغمض عيناه ظل يفكر فيما سيحدث معه بعد ذلك إلى أن غلبه النعاس
من حين لآخر.
الفصل الخامس
الساعة الرابعة عصر اليوم التالي.
داخل المطار كان يودع شقيقه وصديقه بالعناق الحار وعندما أعلنت الخطوط الجوية عن اقلاع الطائرة المواجهة
إلى مدينة نيويورك سحب سراج الحقائب وسار أسر بجانبه ثم لوح بكفه
مودعا شقيقه.
بعد أن أطمئن لاقلاع الطائرة غادر أرض المطار يستقل سيارته ثم أمر
السائق بالتوجه إلى مكان ما.
أما عن حياة فبعد صلاة الجمعة جلس فاروق برفقة بناته وهو يتسامر بعض
أطراف الحديث ثم غادرت أمل المنزل لكي تذهب إلى درسها ودلفت فريدة
قالت بصوت مرح
مابقاش فاضل غيري يا روقه
ربنا ما يحرمني منكم يا رب
ثم صمت قليلا وهتف بصوته حاني
في حاجه حصلت امبارح وانا عند عمك شريف ولازم أخد رأيك فيها
هتفت بقلق بالغ تخشى أن يخبرها برفض عملها
خير يا بابا
أبتسم لها بحب وقال
أن شاء الله كل خير الحكاية ومافيها أن لسه واخد بالي بنوتي البكرية كبرت وبقت عروسة
ضيقت جبينها بغرابة وهمست قائلة
عروسة..!
استرسل والدها حديثه قائلا
وأحلى العرايس كمان طارق إبن عمك طالب إيدك للجواز
جحظت عيناها پصدمة وقالت وهي تشير إلى نفسها
طارق طالب أيدي أنا
ضحك فاروق بمرح وقال
امال أيدي أنا هههه مالك يا بنتي مصډومة كده ليه
أصل طارق يا بابا بعتبره أخويا الكبير ومستغربة طلبه ده بصراحة
بصي يا حبيبة ابوكي أنا بقول ماتتسرعيش في قرارك فكري كويس أوي قبل ما تاخدي أي قرار طارق شاب ناجح وكمان مستعد ينقل شغله القاهرة وتأسس حياتكم هناك وتبدء مع بعض خطوة خطوة
بس أنا فعلا مش قادرة أشوف طارق غير أخويا يا بابا صعب جدا طلبه ده
طيب تقعدي معاه تسمعيه يمكن تغيري رأيك كمان ده إرتباط وجواز يعني لازم تاخدي وقتك وكمان تستخيري ربنا مش ترفضي وخلاص
تنهدت بهدوء ثم قالت
حاضر يا بابا هقعد معاه وهاخد وقتي في التفكير بس خلينا في موضوع شغلي الأول حضرتك وصلت لقرار
في دماغي كام حاجة كده
قاطعته بحماس
طيب ما تعرفني يا روقه نفكر مع بعض
ربت على كتفها ونظر لها بحنان ثم قال
عاوزك تطمني طول ما أنا على وش الدنيا هعمل إللي في مصلحتك واللي
يسعدك أنتي وأخواتك لو حصلت هسيب شغلي وحياتي هنا وننقل القاهرة
عشان مستقبلك ومستقبل أخواتك ولازم تعرفي أن لا يمكن هفرض عليكي رأي ولا اغصبك على حاجة أنتي مش عايزاها
ض مته بقوة وقالت
ربنا يخليك لينا يا أعظم وأحن وأجمل أب في الدنيا بس لازم كمان
حضرتك تعرف أنا لا يمكن أفضل مصلحتي وسعادتي على حساب حضرتك
أو على حساب حد من أخواتي ثم إبتعدت عنه ونظرت له برجاء
ايه رأي حضرتك أروح أنا الأول القاهرة وأشوف الدنيا عاملة إزاي هناك
وهكمل فيها ولا لأ
ثم أردفت قائلة
يعني بلاش نجازف بكل
حاجة هنا تخصنا هنا بردو
أهلنا وناسنا وشغل حضرتك ودراسة