الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية ملاذي وقسۏتي بقلم دهب عطية

انت في الصفحة 38 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

خبر حملك اتى في الوقت المناسب سيعلم وسيتاكد انك لم تكذبي عليه حين اعترفتي
له إنك توقفتي عن اخذ تلك الاقراص منذ أشهر .. 
يارب... همست داخلها بعذاب حقيقي وهي تتمنى أن يمر هذا الچرح عاجلا من أمامهم....
لن تتحمل ذكرى سيئة منه لم تقدر على بعده
عنها قساوة وجفاء قلبه عليها لن تتحمل تغير سالم حبيبها لن تتحمل ولن تقدر على تحمل كسر قلبها على يداه.........
همست داخلها بۏجع وجسد ينتفض....
يارب أصلح حالنا.... انا عارفه اني غلط لم اخدت حبوب منع الحمل من ورآه بس انت عارف يارب اني بطلتها من شهور ونويت وقتها ابدا معاه من جديد يارب انا خاېفه اوي وعايزاك تقف جمبي مش عايزه اخسر سالم ولا عايزه اخسر حبي
ليه..... ارتجف جسدها بۏجع وضعف تحت أنظار راضية التي لا تفهم ولا تعلم شيئا عم يحدث حولها....
بسم الله الرحمن الرحيم..... تعالي ياحبيبتي في
تعالي وكفايه عياط.... 
بس ياحبيبتي ان شاء الله كل حاجه هتصلح...
اهدي يابنتي اهدي وكفايه عياط.....
بعد ثلاث ساعات......تركت راضية حياة نائمة
وذهبت الى غرفتها حتى تقضي صلاة الفجر....
دخل سالم البيت ومنه على غرفتهم....
أشعل أنوار الغرفة.... ونظر الى الفراش ليجدها نائمة عليه او تتصنع النوم هذا ما رآه وهو يتطلع عليها يرتجف جسدها رجفة خفية ولكن واضحة أمام عيناه رمش عينيها الكثيفة يتحرك ببطء وتوتر.....
أبتسم على تمثيلها الذي نتيجته امام عيناه القاتمة فشل ........
فتحت بنيتاها ودموع تنزل منهما بل توقف قلبها يرتجف خوفا من القادم......ماذا ينتظرك 
السؤال يتكرر داخلها بإصرار وللأسف الاجابة معډومة داخلها ولكن السؤال يلاحق ذهنها بضراوة حتى يزيد داخلها الهم والحزن أكثر......سمعت صنبور المياه يغلق ...حاولت تصنع النوم واغمضت عينيها حتى تهرب من المواجهة التي دوما تهرب منها من قبل ان تبدأ .....
خرج من الحمام 
...... أشعل سجارته وهو يجلس
على مقعد بعيد قليلا عن الفراش لكنه مقابل له
تفقد ملامحها الشاحبه ودموعها الراكضه على وجنتيها تسابق
الأخرى بسرعة والحاح...
نظر لها بسخرية واخرج الدخان الرمادي الناعم
من فمه وهو يقول بصوت يشبه لوحة الثلج....
لازم نتكلم يامدام حياه.....وكفايه نوم لحد
كده.. 
نفث سجارته مره آخره وهو يرآها تجلس بهدوء
وتمسح دموعها پانكسار خفي ولكن لم يكن خفي
ابدا عن عينا سالم الذي يتابع أقل حركه منها بمنتهى الجمود...
هتتكلم في إيه.....سألته وهي تسلب جفنيها
ناظرة الى يديها الذي تقبض بهم على شرشفت الفراش بارتباك وتوتر من القادم......
نفض سجارته في المنفضة ورفعها على فمها من من جديد وهو يرد عليها بصوت خالي من المشاعر.....
هتكلم عن ابني.....اللي في بطنك....
ابتسمت بسخط من تلميحة....
اللي في بطني.....يعني معترف انه مش ابنك لوحدك وابني انا كمان......
لا هو ابني انا .....حمزه و ورد من ډم عيلة رافت شاهين......وانت متملكيش فيهم حآجه... 
احتدت عينيها عليه ولن تعلق على هذا الاسم الذي
نطقه وسط حديثه الجاحد حمزهولكن التعليق الشائك هنا داخلها...
أنها لا تملك في ابنائها شيء كيف!.....
نهضت وهي تقف أمامه وهتفت پصدمة...
معنى إيه كلامك ده انت هتحرمني من ولادي..
هتحرمني منهم..... توسعت عينيها بزهول من هذا الاستنتاج ا.
مزال يجلس على المقعد ينفث في سجارته ببرود
ناظرا لها من أعلى راسها الى أسفل قدميها
وهو يرد بجمود.....
شكلك مش سمعاني كويس يامدام حياة دول
ولادي من ډم ومن عصب عيلة رافت شاهين
ورد بنت حسن اخويه وانا في مقام أبوها
وللي في بطنك ده ان كان ولد او بنت
فهو من صلبي انا ....وانا أولى بيه.... 
هتفت پضياع....
يعني إيه.... 
رد عليها وهو يرمقها بنظرة مشټعلة بالقسۏة....
يعني اول ماتخلفي هتتنزلي عن ورد واللي في
بطنك ليه.... وساعتها هرميلك كام قرشين 
في البنك وشقه وعربيه في المكان اللي تختاري تعيشي فيه.......يعني بالعربي كده



تمن تنزلك عن عيالك فلوس وشقه وعربيه....وللي تطلبيه.... وانا سداد.. 
صړخت پجنون امام وجهه ....
مستحيل اتنزل عن عيالي ياسالم مستحيل...
انت بتحلم.... 
وقف أمامها وهو يرد عليها ببرود....
سالم شاهين مش بيعرف يحلم ياحضريه سالم شاهين بيحقق بيحقق وبس..... وااه نسيت اقولك
عيب اوي تقفي ادامي وصوتك يعلى عليه..... 
تحولت سريعا من المنكسرة الخائڤة من ضياع
حبها وحبيبها...... الى الأم التي لن يفرق معها شيئا في تلك الحياة إلا أولادها و وجودهم معها....
هتفت بتحدي أمام عينه القاتمة بشراسة...
ھموت اي حاجه مبينا ياسالم هنزله هنزل اللي في
بطني... وهطلقني وهاخد بنتي ونبعد عنك وتنساني
وتنسى بنت أخوك خالص .... 
جثى لمستواها ومسك شعرها بين قبضة يده واشټعلة عيناه بتوهج مخيف بعد تصريحها الذي
أكد له صحة أفكاره عنها .... قال بفحيح كالافعى...
انا اقدر احمي ابني منك وانت عارفه كده كويس اوي .... وموضوع بقه الطلاق ده فبلاش تستعجلي فيه لاني هطلقك اول ممسك ابني بين ايدي.....
أما موضوع انساك فده مفروغ منه ياهانم متقلقيش لاني مش بس نسيتك دا انا كرهتك كمان...... وبنتك
اللي هي بنت أخويه هتفضل معايا عشان من صلب عيلة شاهين واحنا اولى بيها منك... قرب رأسها اكثر إليها وهو يقول ببرود....
وبعدين انت متمسكه بى اللي في بطنك ليه قدري
أنه مجاش من الأساس مش انت كنت عايزه كده
بس حكمت ربنا وإردته كانت اقوى من انانيتك
والحبوب اللي بتاخديها من ورايا وللأسف بقيتي حامل وشيله ابني جواكي .... 
نظر لها مره آخره بقساوة وهو يتابع بجمود
صدقيني انا كمان كاره فكرت اني هكون أب من ابن انت هتكوني أمه..... لكن انا هصلح الغلطه ديه قريب اوي.... 
رفعت عينيها الحمراء وهي تهتف بصعوبة...
غلطه.... حبك ليه كان غلطه....
اغمض عيناه بقوة من اثار رعشت جسده وقلبه
من اثار ملامحها المجهدة والحزينة بسبب شراسة حديثه...
ابتسمت حياة بمرارة وهي تراه يجاهد حتى يظل
مرتدي امامها قناع القسۏة والجمود.....
قالت بسخرية وهي تطلع عليه....
انا من رايي لازم تكمل مسرحيتك لازم تقنعني اكتر انك بقيت پتكرهني وكاره
وجود طفل مبينا
كمل انا هحاول اصدقك.....
فتح عيناه وهو يحاول الإمساك بقناع الضراوة وجفاء وهو يرد عليها ببرود...
انا مبعرفش اعمل مسرحيات ياحضريه ...انت هنا اكتر واحده بتعرف تآلف وتمثل وتقنع اللي ادمها بارخص تمثيل.....
نهض وابتعد عنها .....ابتسمت بحزن وهي تنهض وتقترب منه باصرار ولا تزال الدموع تهبط بغزارة
من مقلتيها...
انت ضعيف وكداب .....انت لسه بتحبني ومش هتقدر تبعدني عنك ....انت بتعمل دا كله عشان أكرهك بس مش هعرف أكرهك زي مانت مش هتعرف تكرهني ياسالم.. 
مسك وجهها بين يديه فجأه..وقربها من .رد عليها بۏجع....
انت غلطانه..انا بطلت أحبك...انا بكرهك..سمعاني بكرهك ياحياة... بكرهك.. 
نزلت دموعها وهي ترد عليه بضعف حزين...
كداب ياسالم.....انت لسه بتحبني انت نفسك
تقولي انك فرحان اني حامل فى ابنك عايز
تقولي انك مبسوط اني ام ابنك ان في طفل
مبينا... 
كدب....كدب... 
نزلت دموعها وهي تهتف بحدة...
مش كدب ياسالم انت مش عارف تمثل مش عارف تمثل عليه....عينك وقلبك فضحين كدبك
وتمثيلك......
وضعف من شدة المشاعر ومن كثرة الأوجاع وقد عجز القلم عن وصف ما يمر به رجلا مثله...
ايوا مش عارف أكرهك....ولسه بحبك.. بس انت وجعتيني اوي ياحياة... انا عايز انساكي عايز انسى كل حاجه بينا.... 
...
يالله كم أن الحب والعڈاب بلاء قلوب عاشقة وإذا اجتمعو معا دمر اصحابها ودمر ماتبقى من
الحب....
...
رمقها بنظره هادئه بدلته هي النظره بدموع
تنزل حزن عليه بسبب فعلتها المشئومة التي
فتحت الماضي عليهم ....ظن انه غير مرغوب به وأنها خدعته حين اعترفت بحبها له ! هي تعلم ان الشياطين تلاحق حياتهم وذكريات سالم عن
الماضي يثبت ظنه بها كالوشم... مهم قالت هو
يظن انها لم تحبه يوما...... المشكلة ليست وجود
طفلا ام لا..... المشكلة الحقيقية انهم كلما أراد الهروب منه حقيقة زواجهم منذ البداية يجدون
ما يعكر صفوهم ويذكرهم بالبدايات اللعېنة تلك
البدايات التي تاتي بنهايات حزينه على كلاهما واخرها الفراق !..
هتف سالم پضياع وعذاب لها ....
حاولي متقربيش مني تاني... مش عايز أشوفك كتير ادامي... 
اغمضت عينيها بعذاب وهي ترد عليه بفتور
لا يناسب هذا المكان الواقفه به....
حاضر..... 
حاولت الابتعاد عنه.....
رايحه فين....... 
لازم ابعد عنك كده احسن ليك وليه..... 
مسح دموعها باطراف أصابعه وهو يقول بصوت حاني ولكن صوته كان مرهق يحارب الثبات جسدا وعقلا.....
ابعدي ياحياة...بس بطلي عياط عشان انا مش
بحب اشوف دموعك........ 
لم تعقب على حديثه الحاني المتقلب لكن اكتفت بابتسامة حزينة شاردة ....
سيظل الانفصام وتقلب جزء من حياتهم !
واغلقت الأنوار وكادت ان تخرج.... لكنه مسك
يدها معرقل سيراها...
راحه فين...
هروح انام جمب ورد....... 
لا... تعالي نامي على السرير عشان محدش من اللي في البيت يلاحظ حاجه .....امرها بثبات وهو يضع الوسادة على رأسه مغطي وجهه كليا عنها ..... تنهدت وهي تخلع تلك العباءة وتستلقي على الفراش من الناحية الآخره وهي تغمض عيناها بتعب وارهاق
من كل شيء مر عليها وكل شيء يستقبله خيالها پخوف....
اغمضت عينيها وهي تتذكر جملته الحاړقة لروحها
وقلبها معا...
ايوا مش عارف أكرهك....ولسه بحبك.. بس انت وجعتيني اوي ياحياة... انا عايز انساكي عايز انسى كل حاجه بينا....
هتفت داخلها وهي تنظر
اليه في ظلام الدامس
مش هتقدر تنساني ولا تكرهني غير لم ابعد
عنك خالص ياسالم.... بيقولو البعيد عن العين بعيد عن القلب.... وانا اكيد لو بعدت هتنساني....هتنساني خالص.... وضعت يداها على معدتها قائلة بۏجع....
واكيد هتكرهني لو اخدتهم وبعدت عنك... 
نظرت له مره آخره في قواتم الظلام...
وهمست مرة أخرى داخلها پضياع...
اكيد وقتها مش هتقدر تسمحني.... بس لازم تفهم ان دول اكتر حاجه هتصبرني على فراقك....... 
اكيد هتكرهني وتنساني وقتها... وبعدها هتكمل حياتك عادي...... نزلت دموعها پقهر على إحساس اليتم الذي ستتذوقه من جديد وفكرة انها سيحيا بدونها ومن المؤكد مع غيرها يوما ما ټقتلها الف مره في ثانيه الواحده....
الماضي بشيطانه بدون هوادة عليهم ....
لا احد منهم قادر على تخطي اختبارات الحب
هي تريد الهروب.... وهو يريد ينساها وينسى عشقه لها ...... ولا احد يحارب لأجل حياته مع الآخر الكل يهرب في طريق يراه الانسب له....
فتنتهي القصة بعنوان
ملاذ وقسۏة..... العشق وهو الملاذ هنا .. والقسۏة الماضي بشيطانه..... وااهات من عڈاب حب دمر قلوبنا !!! ..
...........................................................
بعد مرور أسبوع.... لم يتغير شيء بينهم بالعكس
أصبح البعد والجفاء محور حياتهم.... وقلة المعاملة
ولحديث بينهم أصبح واضح امام كلا من في البيت....
على سفرة الغداء.....
جلست راضية وهي تهتف بابتسامة حنونة....
اخيرا ياسالم هتاكل معانا...... 
أبتسم سالم ابتسامة لم تصل لعينيه... اكانت ملامحه متعبة ولحيته غير حليقة .... عيناه قاسېة باردة
ووجهه قاتم اللون حزن وضياع بسبب البعد عنها
نهض سالم وهو يضع هاتفه على أذنيه قائلا
لراضية....
شويه وراجع...
اومات له راضية وهي تقول بحنان...
طب ياحبيبي بس بلاش تتأخر ....زمان ورد وحياه نزلين دلوقتي.... 
اومأ لها وهو يخرج ....وقف في صالة البيت الكبيرة واولى ظهره لدرج البيت المؤدي لغرف النوم...
نزلت حياة على الدرج ويداها بيد ورد ابنتها.....
بابا..... صاحت ورد بحماس وهي تركض على الدرج وتمسك يد امها بعد ان رأت سالم يقف يتحدث
في الهاتف ويوليها ظهره ......
استدار اليهم سالم بعد ان اغلق الهاتف ناظرا لهم بهدوء.... لكن كانت عيناه تلتهم وجه ملاذ الحياة كانت ترتدي عباءة محتشمة وحجاب يلتف بإتقان حول رأسها.... وجهها الشاحب وجسدها الذي نحف كثيرا برغم من أنه
37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 40 صفحات