حلم ولا علم بقلم منى لطفي
الوقت بجانب حبيبته وأم طفله القادم....
ما ان وصل امجد الى مزرعة جده حتى سارع بالترجل من السيارة ولم ينتظر الى ان يفتح له سائقه الباب ودخل الى المنزل شبه راكضا ولم يلتفت الى أي شيء فقد استبد به الشوق الى معشوقته ليركض صاعدا الى طابقه قافزا كل ثلاث درجات سويا حتى اذا دخل ذهب رأسا الى غرفة النوم فوجدها تسبح في الظلام ونور خفيف ينبعث من المصباح بجانب الفراش اقترب بمنتهى الخفة من الفراش ليشاهد من تنام ببراءة شديدة وقد شبهها في نفسه بالأميرة النائمة..
خارج الغطاء وبينما هو يتأمل ملامحها الملائكية اذ بتعبير وجهها يتغير من السكون والراحة الى تعبير الألم والفزع وكأنها ترى شيئا يسبب لها ذلك الألم الذي يراه مرتسما على تعابير وجهها الملائكي وإذ بها تحرك رأسها يمنة ويسارا بشدة فعقد حاجبيه وجلس بجوارها على الفراش ويقول
وهى لا تعي ما حولها وفجأة اذ بها تنتفض من نومها فزعة وتفتح عينيها فوقعت عيناها عليه مكثت قليلا لا تكاد تعي من هو حتى اذا أفاقت وظهرت ملامح صورته أمام عينيها جيدا وهى تجهش بالبكاء وهو يهتف بفزع
هبة حبيبتي مالك فيكي ايه هبة ردي عليا !!
وهى تقول بين شهقاتها
ربت على شعرها وهو يقول
معلهش حبيبتي استعيذي بالله من الشيطان الرجيم .. لو يريحك انك تحكيلي عليه احكيه .. ولو اني ما افضلش دا .. الکا دا من الشيطان .. اهدي يا قلبي اهدي ..
ثم اسندها الى الوسائد خلفها وسكب بعض من الماء من الدورق الزجاجى الموضوع على الجارور الصغير بجوار الفراش وساعدها لتشرب بعضا من الماء ثم اعاد الكوب مكانه ووضع ذراعه على كتفها واسندها على ه وقال
أجابته وهي تلتقط أنفاسها المرتعشة ببعضا من الراحة
الحمد لله يا حبيبي..
سألها بحيرة
انا اول مرة اشوفك كدا .. بيتهيألى دي اول مرة الکا دا يجيلك
هزت رأسها ايجابا وقالت
فعلا يا حبيبي .. بعد ما الضيفة اللي جاتلى انهارده الضهر دي مشيت حسيت بصداع فظيع وطلعت انام شوية لغاية ما تيجي حتى لما كلمتنى كنت تعبانه والنوم ماجاليش بسهولة ...
ضيفة مين الضيفة دي
كانت لاتزال تستند برأسها إلى ه فلم تر تعبير القلق الذي ارتسم على وجهه بوضوح فيما اجابت هي بسخرية خفيفة
قريبتك دي ...بتاعت ... موووجي !!
انتفض امجد من مكانه كمن صعقته الكهرباء لترتج رأسها فهتفت وهى تمسد راسها
امسكها من كتفيها ونظر الى وجهها في جدية شديدة وقال
سارة
هزت براسها ايجابا مندهشة من ردة فعله بينما اكمل
ايه اللي جابها .. ثم تمالك نفسه قائلا
قصدي .. قصدي .. كانت جاية عاوزة اييه
هزت كتفيها بلامبالاه وأجابت
جاية تبارك لنا على الجواز .. بس بيني وبينك .. معرفش ليه حسيت ان فيه حاجه تانيه
سألها بقلق حاول مداراته
حاجه حاجه زي ايه
هزت كتفيها علامة الجهل وقالت
معرفش انا حسيت بكدا ..
تحدث وهو يحاول ان يست من تعابير وجهها اي شيء
وسلمت على ماما وجدي كمان
أجابته ببساطة
لا ما شافتش حد منهم بابا في الشغل و علا و علاء في الكلية وجدي و ماما سعاد كانو في أودهم ..
ألح عليها قائلا
واتكلمتو في ايه بأه
أجابت وهى مقطبة جبينها مندهشة من أسئلته المتتابعة
عادي باركت وشربت الشاي وقالت انه مزرعتهم قريبة مننا وانكم جيران من زمان وتقريبا هى متربية معكم هنا وان باباها ضرورى هيعمل حفلة عشا على نا وإننا لازم نحضر..
نظر امجد اليها بجدية وقال
احنا دلوقتى مش فاضيين اننا نروح حفلات وكلام من دا انت تعبانه حبيبتي ولازم الراحه ..
تقبلت هبة كلامه قائلة من دون نقاش فقد كانت تدعو الله في سرها أن يرفض أمجد هذه الدعوة الثقيلة على قلبها
احسن بردو لاني بصراحه ما ارتحتش لها خاالص وطول الوقت كان نفسي تقوم معرفش يا امجد اذا كنت ببالغ ولا لأ بس انا فعلا كنت خاېفه منها !
نظر اليها امجد بحدة ممزوجة بقلق وتساءل پغضب خفي
ليه هي حاولت تقول حاجه او تعمل حاجه تقلقك
هزت هبة راسها نفيا وأجابت
لالا مش كدا بس انا كان جوايا احساس انى مش مرتاحه وقلق غريب زى ما يكون انه فيه باب هي هتفتحه وراه حاجات مخيفة! معرفش هو احساس جالي وقتها.. حتى بعد ما مشيت الصداع مسكني ما سابنيش بسهولة وانت عارف مع ان الدكتور كتب لي على مسكن مايتعارضش مع حملى لكن انا رافضة اخده خليت سميرة عملت لى كوباية ينسون فين على ما شربتها وهديت عرفت انام شوية ...
سكت امجد قليلا ثم تحدث بهدوء يتنافى مع الڠضب البركاني الذي يتصاعد بداخله مهددا بالإڼفجار لحړق هذه ال سارة حية
خير حبيبتي ان شاء الله انت قومى دلوقتى خدي دش كدا وفوقي علشان ننزل نتغدا معهم انا هبعتلك سميرة تكون معاكى وانا هخطف رجلي لغاية شركة جدي في شوية اوراق لازم امضيها باباكي كلمني علشانهم وانا قولتله وانا راجع هعدي عليه هناك ونبقى نرجع سوا لكن من قلقي عليكي نسيت واكيد هو مستنيني دلوقتى مسافة بس ما تاخدي حمامك هكون رجعت ماشي يا قلب امجد .
هزت راسها بخفة موافقة على كلامه مبتسمة براحه. ثم تركها وذهب ...
دق امجد جرس الباب ففتح له الخادم الذي رحب به ثم ادخله الى غرفة الصالون ريثما يبلغ اصحاب المنزل بقدومه ولكن امجد طلب ان يرى شخصا بعينه ....!!
موووجي!! مش ممكن ايه المفاجأة الجميلة دي
الټفت امجد اليها حيث كان وا ينظر من النافذة الضة المطلة على حديقة الفيلا .. نظر اليها ببرود قليلا من أعلى الى الأسفل ثم قال
كنت جايه عاوزة من هبة ايه يا سارة
نظرت اليه پغضب خفي ما ان نطق م زوجته غريمتها وأجابت بحدة وكراهية مكبوتة
يعني هكون عاوزة ايه جاية ابارك لها طبعا!!
قال وهو يقترب منها بخفة وهدوء
عاوزانى اصدقك وانت السبب في اللي جرالها
أجابت تخفاف وسخرية وهي تقف أمامه واضعة يديها في وسط ها
انا السبب ليه ان شاء الله كنت انا اللي زقيتها من على السلم ولا انا اللي خليتها تفقد الذاكرة
أجابها پغضب ڼاري خرج بصوت كالفحيح من بين اسنانه المطبقة
ما تستعبطيش! انت عارفة كويس انت السبب في ايه! وبعدين انا عاوز افهم انت ازاي حضرت الفرح انا كنت مشدد اووي ان الحضور لازم ببطاقة الدعوه حتى النزلا بتوع الفندق ما كانش مسموح لهم بالحضور ثم .. ثم ازاي دخلت الفيلا أساساانا مشدد في الموضوع دا !!
طالعته بسخرية وهي تجيبه بثقة وغرور
يا عيني يا امجد .. معقولة فيه حاجه امجد بيه بحاله مايعرفهاش لكن اطمن انت لو قفلت على هبة
بتاعتك دي ب مفتاح انا بردو هعرف اوصلها ازاي!!
قبض على ذراعها فجأة بقوة شديدة جعلتها تشهق دهشة وألما بينما قال پغضب شديد
حسك عينك تجيبي اسمها على لسانك انت فاهمه ودا آخر انذار ليكي ابعدي عن مراتي وبيتي وعن حياتي.. ما ألمحكيش ولو صدفة.. والا.. ماتلوميش الا
نفسك وخلي بالك كويس اووي من مصلحتك ما تكسبنيش عدو .. لأني عدو شرس اوووي خصوصا لو حد هدد حياتي اظن واضح
ثم نفض ذراعها بعيدا عنه بإشمئزاز واضح جعلتها تشعر بأنها كم مهمل غير مرغوب به صړخت پغضب مچنون
ما هو انا ما قدرتش اكسبك كحبيب .. يبقى حتى لو كسبتك كعدو المهم انى.. كسبتك!
تفاجيء أمجد من حلامها في حين اقتربت هي منه وقد تبدلت نبرة صوتها الى دهشة ممزوجة برجاء غريب
معقولة انت امجد امجد اللي ما كانش بيخطي خطوة واحدة غير لما يحسبها الأول بعقله كويس اووي! وبحسبة العقل اتجوزت هبة دي ازاي ايه اللي استفدتوا من الجوازة دي مع ان لو كنت انا اللي اتجوزتها شووف كنت هتكسب اييه كفاية انى الوريثة الوحيدة لوالدى !! كفاية ثروة بابا ونفوذه واتصالاته !! لكن دي ... دي تطلع ميين بالظبط
لم تنتظر سماع اجابته وعادت نبرة صوتها للإرتفاع مجددا حتى غدت وكأنها تصرخ وهي تتابع وهي تكاد تشد شعرها
واحده كانت بتشتغل عندك سكرتيرة وباباها انسان عادي جدا يبقى ايه اللي فيها لخبطك وغيرك بالشكل دا لكن هقول ايه.. ما هى ما صدقت.. صاحب الشغل بأه وعملتهم عليك! خطة ورسمتها.. وانت بمنتهى السذاجه مشيت معاها في خطتها دي وهى اساسا مش من مستواك بأي شكل لا إجتماعي ولا أي حاجة أنما هقول ايه ما هي واحده من الشار...
لتقاطعها يد امجد التي هوت بصڤعة مدوية على خدها أخرستها في ذهول باديء الأمر لتصرخ بعدها عاليا بينما تسببت صڤعته فيجرح جانب من فمها
آآآآآآآآخ .... وقد وضعت يدها مكان الصڤعة وهى تصرخ متابعة
انت اټجننت انت تني انا انا !! انا سارة فريد ات! وعلشان مين علشان واحده.....
واذ بيده تكمم فمها ويده الأخرى تجذب شعرها بقوة من الخلف لتميل برأسها الى الوراء وقد وسعت حدقتيها كرها وألما بينما حاولت اخفاء خۏفها من غضبه البركاني الذي تشاهده عليه لأول مرة في حياتها بينما قبض على شعرها بقوة ليقرب رأسها بشدة ناحيته ويقول بعزم مخيف
كلمة واحده زياده وهنفيكي من على وش الدنيا! انا بحذرك ولآخر مرة.... ابعدي عن هبة خاااالص والا ... مش انت لوحدك اللي هتدفع التمن ..لأ.. انت وعيلتك كلها وأولهم فريد بيه .. بابا يا.. رووح بابا وساعتها بس.. هتعرفي مين اللي كان فعلا هيكسب من الارتباط اللي كنت بتحلمي بيه دا.. وكانت عيلتك كلهم بتتمناه! ووقتها هتعرفي بالظبط مين هو أمجد علي الدين !
ثم نفض شعرها بقوة دافعا اياها الى الخلف مزيحا يده المكممة لها ناظرا اليها بنظرات مليئة بالكره والاحتقار وما لبث أن اتجه حيث الباب بخطوات تكاد تحفر في الأرض من شدتها ليخرج صاڤعا الباب وراءه بقوة إرتجت لها نوافذ المنزل بينما اڼفجرت هي بالبكاء الحاد متطلعه حولها وما لبثت ان تناولت إناء خزفي ثمين للأزهار شاء سوء حظه أن يقع نظرها عليه ورمته بكامل قوتها على الارض ليسقط متحطما الى أشلاء كثيرة وصړخت وهى تقول
طيب يا امجد هف مين اللي هيندم في الآخر ما بقاش انا سارة فريد اما خاليتك تبكي بدل من الدموع ډم على حبيبة القلب.. حااضر يا أمجد بكرة تشوف والايام بيننا!...
وصل امجد الى