رياح الالم والنسمات بقلم سهام صادق
بقلم سهام صادق.
أنتفض فارس بفزع من نومه ليمسح حبات عرقه المتناثره بغزاره علي وجهه فظلت نبضات قلبه تدق بقوه حتي أصبح يشعر بالأختناق فنهض من علي فراشه .. وسار بخطي مترنحه ضعيفه وهو يصارع ذلك الحلم المتكرر الذي يشعره بعجزه فقد كانت تمد يديها له كي ينقذها من تلك العتمه فألتقت بضيق علبة سجائره الموضوعه علي تلك المنضده الصغيره بجواره... ووقف امام تلك الشرفه التي تطل علي منظر الجليد وهو يهطل بغزاره وبدء ينفث دخان سيجارته بعشوائيه وهو يتذكرها.. حتي قال وهو يصارع حنينه الجارف اليها حاسس أنك قريبه مني مش عارف ليه حاسس أن روحي بتنسحب في البلد ديه
جلست أمال بتنهد وهي تدعوا الله بأن يتحقق ما أخبرها به هشام حتي أقتربت منها نيرة بطفلها الرضيع الذي لا يتعدي الخمسة اشهر وربطت علي كتف عمتها قائله ان شاء الله خير ياعمتي وحسام هيوفي بوعده .. ثم صمتت قليلا حتي قالت حد كان يصدق ان محمود هو اللي يطلع خاطف هنا وكل ده ليه عشان ينتقم من فارس وبابا لاء وكمان يقول انه هو اللي بيحبها وأحق بيها من اي حد ... غير انه طول المده ديه ... بيضحك علينا ويقول لو احتاجتوا حاجه هتلاقوني معاكم انا خاېفه علي فارس من المفاجأه
لتنظر نيره الي طفلها الذي يشبه زوجها تماما فتتذكر رحلة مرضها وعلاجها لتقول بأبتسامه انا لحد دلوقتي مشوفتش هنا غير في الصور وبس
.................................................. ..............
كانت الأنوار تضاء من حوله كي تعلن عن نجاحه بذلك المشروع الذي كلفه عناء عامين .. ليأتي طيفها امامه ..حتي تفر دمعة لم يلمحها أحدا من هؤلاء الصحفين الذين يتدفقون حوله بعد ان ترجل من أحد السيارات ومعه ذلك الشريك الانجليزي ...
وكأنه قد وضع بالملح علي جرحه .. فنظر اليه فارس بشرود وهو يسير في ذلك الممر المؤدي الي تلك المنصه كي يلقي كلمته وكيف انجز ذلك المشروع في عامين
فيربت فارس علي كتف هشام مبتسما قائلا بحب عارف ياهشام عشان كده ولا يهمك
وتابع سيره الي ان وصل لذلك الحلم الذي تمني دوما بأن يحققه وعندما بدء يصعد درجة درجه من درجات ذلك السلم كي يقف علي تلك المنصه امام هؤلاء الحضور الذين حضروا كي يهنئونه علي أفتتاح اضخم المشروعات التي تحققت في ذلك الوقت فبدء يتذكر كل لحظاته معها لحظة زواجهم وبكائها بين يديه وعندما اخبرته بحملها ... الي ان وصل لتلك اللحظه التي لم يكن يعلم ان الوداع فيها سيطول ... حتي وصل لاعلي المنصه ووقف أمام ذلك الميكروفون والمصورون من حوله يلتقطون له عدة صور .. فتذكر اپشع كلمة قد سمعها وهو شارد في حنينه مراتك محدش يعرف حاجه عنها يابشمهندس يمكن تكون هربت مع حد غواها واستنيت فرصة سفرك .. وكل ده كان تدبير منهم هما الاتنين
حتي بدء يسمع صوته وهو يلقي بخطابه بعد ان فاق من حنينه الجارف اليها ....
.................................................. ................
اما هي وقفت طفلهما الذي يشبهه حقا اليها بحنان وهي تغالب دموعها هنروح لبابا خلاص يامراد أكيد نفسك تشوفه زي ما انا كمان نفسي اشوفه .. النهارده هو بيحتفل بنجاحه تفتكر هيكون لسا فاكرنا
فتقدم حسام نحوها بعد ان سمحوا له هؤلاء الرجال الذين يقفون أمام قاعة المؤتمرات .. فأبتسم وهو يطمئنها يلا