الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 35 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

الصور عن حزنه وما يعيشه دونها فقد ظن أن حلمه البعيد أخيرا سيتحقق ولكنه كان مخطئا تمنى لو لم يقابلها ويتعلق بها أكثر تمنى لو 
ابتسمت لها ابنتها ثم نظرت لخالها وقالت مش هتأخر عليك عشان نلعب سوى
ابتسم لها هو الآخر وقال هستناكي 
ثم خرجت من الغرفة بينما جلست أمها على حافة الفراش الذي يجلس عليه أخيها ونظرت له وسألته بهدوء عامل إيه ياتميم 
رد عليها بتملل زي ما أنتي شايفة
نظرت له بحزن وقالت شايفاك مش كويس خالص مش تميم أخويا اللي كله حيوية وبهجة وقاعد مبهدل شعرك ودقنك عامل في نفسك ليه كده
نظر لها بعتاب ثم قال أنتي مش عارفة ياتغريد انا ليه كده أكيد عارفة كويس وماما مش هتخبي عنك حاجة
هربت بعينيها منه برهة ثم عادت تسأله ممكن أفهم أنت مبتردش على رسايلي ومكالماتي ليه 
نهض من فراشه وتركها ووقف بجوار نافذة غرفته موليا ظهره لها وقال بحزن لأني اټصدمت فيكي صدمة عمري أختي توأمي خدعتني ضحكت عليا غشتني 
استدارت ووقفت أمامه تقول بحدة أنا مخدعتكش ولا غشيتك أنا كنت خاېفة عليك كنت عاملة عشان مصلحتك 
بادلها هو الآخر نظرات أشد حدة وقال مصلحتي إنك تكسري قلبي مصعبتش عليكي للحظة وأنتي عارفة اد إيه أنا بحبها ومتعلق بيها للأسف أنتي وماما اتصرفتوا بمنتهى الأنانية ونسيتوا أن مش من حق حد فيكم يدخل في اختياري لشريكة حياتي 
لانت ملامحها قليلا وقالت ياحبيبي والله احنا بنحبك وقلبنا عليك
الټفت ليحجب عينيه التي امتلأت بالدموع عنها وقالت بصوت مخټنق متشكر ليكم ولحبكم اللي حرمني منها 
مسحت على ظهره بحنان وقالت انساها ياتميم انساها وربنا يعوضك باللي احسن منها وهي كمان ربنا يعوضها باللي يسعدها
التفتت لها وكانت دموعه قد تحررت من قيدها في عينيه وفتح قميصه كاشفا صدره وقال پقهر رجل ټحطم قلبه شيليها ياتغريد من قلبي وأنا انساها طلعيها لو تعرفي ثم رفع إصبعه لجانب جبهته وقال بنفس النبرة امحيها من عقلي خلي دماغى تبطل تفكير ليها لو تعرفي تعملي اكون ممنون لك بجد
أدمعت عيناها لما عليه أخيها وأخفضت بصرها بخجل وقلة حيلة فاستأنف قائلا تبقى متقوليش كلام سهل نطقه لكن مستحيل فعله 
تركته أخته وخرجت وتركته في حالة يرثي لها قابلتها أمها تسألها بفضول عملتي ايه يابنتي 
ردت عليها بحزن معملتش ياأمي أنا مكنتش اتخيل انه بيحبها بالشكل ده
قالت امها بخيبة يعني إيه يعني هيفضل قاعد كده مقهور من غير أكل ولا شرب ولا شغل ده كده ابني هيضيع مني
ردت عليها تغريد بشرود لا ياأمي مش هسيبه يضيع وأنا هرجعه لحياته من تاني
تجلس حاملة يزن وممسكة بيده تستمد منه الطمأنينة بعد كل تلك المشاعر المتضاربة التي تشعر بها لقد انتهى عقد قرانها على ياسر الذي أمتلك قلبها بهدوءه وحكمته ووقاره ودعمه الدائم لها لا تعلم هل تشعر بالسعادة لأنها ارتبطت به للأبد أم تشعر بالحزن لأنه تزوجها من أجل أهداف أخرى المشاعر ليست بينهم هو أعلمها بذلك وهي قد رضيت بذلك فيكفيها وجودها بجواره وجوار ولديه التي تشعر أنها لو

كانت أنجبت مثلهما لما كانت ستحمل لهما كل تلك المشاعر التي تحملها ليزيد ويزن يزيد الذي يحمله عمه آسر ويتهامسان ثم يضحكان الاثنان ببراءة كأنهما طفلان يمزحان سويا بينما تجلس بجواره سدرة تتحدث مع سدن التي تجلس بجانبها بينما تجلس يمني بجوار يوسف علي بعد منهم في نفس المكان ويتهامسان بحب جلي في أعينهما وياسمين تجلس بجوار ياسر الذي ينهي بعض الإجراءات الكتابية في دفتر المأذون مع والدها وبجانب والدها مراد الذي شهد على العقد منذ قليل هو ويوسف.
تحمل بداخلها كل الشكر لياسمين التي أصرت على عقد القران في منزلها وأخبرتها أنها أخت لها كما هي أخت لياسر كما أصرت أن تكون عائلتها بجوارها حتى لا تشعر بالوحدة والغربة بينهم وبالفعل هي الآن تشعر بالدفء بينهم ولكن بداخلها وحدة لم تفارقها يوما فهي دائما ماكانت وحيدة حتى وسط الجميع وهي الآن تشعر بذلك تتزوج ممن أحبته ولكنه يجلس بينهم بعيون مظلمة حزينة لا يخفى عليه ذلك الۏجع الذي يشعر به الآن ولا الألم الذي كان في نبرة صوته وهو يمسك بيد والدها ويردد ما قاله المأذون لم تعلم إن كانت حزينة عليه أم علي نفسها فهي لا تنكر أنها تتألم من أجله وياليتها تملك شيئا تستطيع به التخفيف عنه.
فاقت من شرودها على اقتراب جني منها تبتسم لها قائلة مبروك ياطنط غصون فرحانة أوي لكي أنتي وخالو ربنا يسعدكم
ابتسمت لها غصون مجيبة الله يبارك فيك يا حبيبتي عقبال عندك
ثم غادرت فلمحت سدن تبتسم لها بحب وسعادة سدن تملك مكانا خاصا بداخلها فهي أختها الصغرى الذي نشأت بين يديها بجانب أنها تملك قلبا كبيرا كأمها رحمها الله فهي لا تنسى أنها منذ علمت بإصابتها منذ أسبوع لم تفارقها وأصرت على مرافقتها حتى تشفي وبالفعل ظلت معها في منزل ياسر تهتم بها وبالولدين الصغيرين ولم تتفاجأ بهذا الحنان من سدن ولكن ما تفاجأت به هو إهتمام سدرة التي كانت تأتي يوميا لزيارتها صباحا وتعود مساء مع آسر عندما يعود من عمله لإصطحابها مما جعل وجودها كفيلا ألا يجلب لها ياسر ممرضة تهتم بها.
وجود سدرة وسدن معها جعلها تشعر أن لها عائلة حقا عائلة تحبها وتكون بجوارها في إحتياجها كما كان وجودهما سببا لإبتعاد ياسر عنها ذلك الأسبوع الذي مر بعدما أخبرته بموافقتها فكانت لا تراه إلا صباحا وهو يمر عليها للإطمئنان قبل ذهابه إلى عمله وياسمين هي من أخبرتها بموعد عقد القران وذهبت صباحا وإصطحبتها لمنزلها في سيارتها حتى جاء الجميع ثم أتى ياسر بعدما أنهى عمله.
غادر المأذون المنزل مباركا للجميع بينما نهضت ياسمين وأشارت لها أن تأتي تجلس بجواره مكانها وبالفعل أنزلت يزن أرضا وأمسكت يده ووضعت كفها الثاني على بطنها موضع الچرح واتجهت ناحيته حتى جلست بجواره بهدوء ثم انحنت ترفع يزن تجلسه على رجلها فآلمها جرحها فتأوهت آه.
يجلس حزينا قلبه يأن ألما يشعر بالخېانة يلتفت للجميع يرى في وجوههم وجه صبا تنظر له تارة بحزن وتارة بعتاب هو لم يرد ذلك لم يرد أن يكون زوجا لغيرها لم يرد أن تكون غيرها سيدة منزله ولكن القدر كان له حساب آخر.
انتهي أخيرا من إجراءات العقد ورآها تقترب منه تجلس بجواره وهي صامتة غير سعيدة هي الأخرى هو يعلم أنها مثله تزوجته مضطرة لذلك ولكن كان هذا هو الحل الأمثل لكليهما لم يفق من شروده إلا عندما سمعها تتأوه فالټفت لها وجد وجهها مټألم تضع يدها على بطنها فرق قلبه لها وسألها أنتي كويسة
هدأت ملامحها قليلا وردت بهدوء كويسة
اقترب منهما آسر مبتسما وهو يحمل يزيد وقال بحماس أنا بستأذن العرسان أنا هآخد يزيد ويزن معايا الليلة
ردت غصون بإندفاع لاء الولاد هيناموا معايا
رفع آسر حاجبه بإبتسامة ونظر لياسر قائلا بمزاح من اولها يادكترة وهي عايزة تمشي كلامها شوف شغلك بقى
رد عليه ياسر بجمود سيبهم يا آسر
تكلم يزيد أرجوك يا بابي سيبني مع أنكل آسر عشان وعدني هنلعب جيم سوى
نهضت سدرة من مكانها تقترب منهم مبتسمة وسعيدة بداخلها فهي لم ترى آسر من قبل سعيدا هكذا كما رأته اليوم مع يزيد لأول مرة تراه

يضحك من قلبه بكل تلك السعادة وكأن هذا الطفل الصغير أعاد له سعادته التي سرقتها هي منذ أن عرفها لذا قررت أن تمنحه السعادة بقية الليلة فانحنت تحمل يزن من غصون وقالت بإصرار إحنا بنعرفكم بس مش بنستأذن القمرين دول معانا الليلة
همت غصون بالإعتراض فقال ياسر بإستسلام خلاص ماشي يا آسر
ابتسم آسر وغمز لياسر قائلا طب نستأذن احنا بقى وليلة سعيدة ياعم
خجلت غصون ونظرت أرضا بينما لم يبد ياسر أي رد فعل وبعدها غادر آسر وسدرة المكان.
يجلس بجوارها لا يرفع نظره عنها إلا قليلا يتأملها طوال الوقت يمدح جمالها الفتان بإستمرار ولم لا وهي عالمه لم يدرك من ماضيه شئ ولم يتذكر شيء سوى طيفها الذي يزوره دائما أصبح يعد الأيام والليالي حتى يجتمع معها في بيت واحد.. قطعت أفكاره نظراتها الخجلة وتوترها فسألها مالك مضايقة من حاجة
ردت عليه بخجل لا مفيش حاجة مضيقاني بس نظراتك ليا مخلية كل اللي حوالينا واخد باله
ابتسم وقال لها أعمل إيه مش عارف ابعد عنيا عنك
ابتسمت وأحمرت وجنتيها البيضاء خجلا ولم ترد عليه فاستكمل قائلا أنا بستنى الشهر يخلص بفارغ الصبر عشان نعمل فرحنا أنا تعبت من الانتظار الوقت اللي بكون فيه لوحدي بعيد عنك ببقى زي طفل تاه من أمه في زحمة سوق وبستني النهار يطلع عشان أقابلك وأكون قريب منك 
ردت عليه بإبتسامة هانت كلها شهر وأكون معاك على طول بس عايزاك تتعود تقابل الحياة بشجاعة زي ما الدكتور قال حاول ترجع تمارس شغلك وتشوف يمكن تقدر تسترجع وتفتكر أي حاجة تخص الطب 
رد عليها بحماس أنا هنزل شغلي واعمل كل اللي قولتي عليه بس كوني معايا وجمبي
ابتسمت له ثم أمسكت ي بحب وتقول بهمس في أذنها ألف مبروك ياغصون انتي تستاهلي خير الدنيا كله والدكتور ياسر رجل طيب ومحترم وأكيد هيعوضك كل اللي شفتيه قبل كده 
ردت عليها غصون بخفوت الله يبارك فيكي ياسدن عقبال عندك يا حبيبتي ربنا يجبر خاطرك ويسعد قلبك
ابتسمت لها غصون وقالت إن شاء الله ... ثم غادرت سدن فنهض ياسر يقول بتأفف مش كفاية كده ونمشي بقى 
ردت عليه غصون بخجل وتوتر اللي تشوفه 
بحث عن ياسمين بعينيه فوجدها تقف مع مراد جانبا فقال لها أنا هروح لياسمين وأرجع نمشي 
هزت رأسها موافقة فسار هو حتي ذهب حيث يقف مراد وياسمين وقال بهدوء متشكر على اللي عملتوه النهاردة وهستأذن انا بقى 
ابتسم له مراد وقال متقولش كده ياياسر أنا كان نفسي اعملكم حفلة كبيرة بس ياسمين قالت انك رافض
رد ياسر بأدب كفاية اللي عملته النهاردة يامراد متشكر جدا
تدخلت ياسمين قائلة مستعجل على إيه يا ياسر ده فادي مجهز لك بروجرام هايل 
رد عليها ياسر ملوش لزوم ياياسمين أنا مرهق جدا ومحتاج ارتاح 
ابتسمت لأخيها بحزن فهي تعلم ما يمر به الآن وهي مشفقة عليه كما هي مشفقة على غصون فكلاهما في أمس الحاجة لشريك يعوضهما الحب والحنان والاهتمام الذي افتقدهم كل منهما وبدلا من أن يهب كل منهما الآخر ذلك يتزوجان بورقة فقط تحل لهما العيش تحت سقف واحد ولكنها آملة في الوقت أن يغير ذلك الواقع المر ويحوله لسعادة يغمر كل منهما الآخر فيها.
يجلس في
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 53 صفحات